﴿وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ﴾: لم يقل: أطيعوا الله ورسوله ولا تولّوا عنهما؛ لأنّ طاعة الرّسول صلّى الله عليه وسلّم هي من طاعة الله سبحانه وتعالى، فوحّد الضّمير وهذا ملحظ مهمٌّ في القرآن الكريم فلن تستطيع أن تتولّى عن الله سبحانه وتعالى، والتّولّي هو الإعراض، فالرّسول صلّى الله عليه وسلّم مبلّغٌ عن الله سبحانه وتعالى فإذا أعرضت عن رسول الله فقد أعرضت عن الله سبحانه وتعالى ، فلا تقسيم بين الطّاعتين على الإطلاق، وهذا ردٌّ على بعض الادّعاءات الّتي نسمعها اليوم من أولئك الّذين يدّعون الحداثة وهم لا يعلمون شيئاً عن كتاب الله سبحانه وتعالى وعن أوامر كتاب الله سبحانه وتعالى.
﴿وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ﴾: أوّل وسيلة للإعلام هي السّمع؛ لأنّه لا يتعطّل في أيّ وقتٍ من الأوقات، وهو أوّل حاسّةٍ تعمل عند المولود، وقد تمّ التّبليغ عن طريق السّمع ولم يكن عن طريق الكتابة، فالإنسان يكتب ما يسمع، وأوّل ما جاء جبريل عليه السلام قال: ﴿اقْرَأْ﴾ ]العلق: من الآية 1[، سمعها النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ثمّ بعد ذلك كُتبت، إذاً السّمع هو الأساس في الطّاعة.