معركةٌ مستمرّةٌ بين فريقين، فريق الهداية وفريق الضّلال، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، ويقول جلَّ جلاله: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران]، ويقول عزَّ وجلّ: ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾ [العصر]، ويقول النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «الدّين النّصيحة»، قلنا: لمن؟ قال: «لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهم»([1])، يمكن أن يعتقد الإنسان أنّ المقصود من الآية الكريمة أنّه عليه الاهتمام بنفسه دون النّظر إلى مجتمعه، ولكنّ معنى الآية الكريمة ليس كذلك بدليل أنّ سيّدنا أبا بكرٍ الصّدّيق رضي الله عنه صعد المنبر وقال: يا أيّها النّاس، إنّكم تقرؤون هذه الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ﴾، وإنّي سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يقول: «إنّ النّاس إذا رأوا ظالماً فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمّهم الله بعقابٍ»([2])