دين الإسلام دينٌ قائمٌ على العدلِ، والقيامُ بالعدل هو أساس الإيمان؛ لأنّه من العدل أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى أوّلاً، وقد أمر سبحانه وتعالى بالعدل، يقول جلّ وعلا: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النّساء]، فكلّ خصومةٍ وكلّ ضياعِ حقوقٍ يجب أن يكون العدل هو السّائد فيها حتّى لا تضيع الحقوق، وحتّى يحصلَ كلُّ إنسانٍ على حقّه ويقومَ بواجبه على خيرٍ وأتمّ وجهٍ.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ﴾ يا من آمنتم بي، كونوا قوّامين بالقسط، ولم يقل: قائمين بالقسط، ما الفرق بين قوّام وقائم؟
قائمٌ بالقسط أي مرّةً واحدةً يقوم بالقسط أي بالعدل، أمّا القوّام فصيغة مبالغة؛ أي أنّ الإنسان المؤمن يجب أن يكون قائماً على العدل باستمرار، لذلك قال: قوّامٌ على العدل باستمرار، بكلّ شأنٍ من شؤونه، وفي كلّ أمرٍ من أموره.