الآية رقم (71) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا

في كلّ وقتٍ من الأوقات هناك ابتلاءٌ يأتي على النّاس والمجتمعات، والابتلاء بالحرب هو من أشدّ الابتلاءات الّتي تصيبهم، كما حدثت الحرب الإرهابيّة التّكفيريّة على سوريا، والقرآن الكريم يقرّر وضع المنافقين أثناء هذه الابتلاءات، فالله سبحانه وتعالى يقول عندما يأتي الأمر: ﴿خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ﴾ أي انفروا أجزاءً أو سرايا، ﴿أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا﴾ أو جميعاً إن احتاج الأمر أن تكون النّفرة للجميع من أجل الدّفاع عن وطنهم ووجودهم ومستقبلهم وحاضرهم وأجيالهم، وجاءت هذه الآية لتثبّت الواقع النّفاقيّ في أيّ مجتمعٍ يوجد فيه منافقون، فلنرى كيف رصد القرآن الكريم حال النّفاق في المجتمع:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: تقدم إعرابها

خُذُوا حِذْرَكُمْ: فعل أمر وفاعله ومفعوله والجملة ابتدائية لا محل لها

فَانْفِرُوا ثُباتٍ: انفروا أمر مبني على حذف النون والواو فاعل ثبات حال منصوبة بالكسرة لأنها جمع مؤنث سالم والجملة معطوفة

أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً: عطف على ما قبلها وهي مثلها.

خُذُوا حِذْرَكُمْ: أي احترزوا وتيقّظوا من عدوّكم، والحذر والحذر بمعنى واحد، كالمثل والمثل: وهو التيقّظ والاستعداد.

فَانْفِرُوا: انهضوا إلى قتاله. ومصدره: النفر: وهو الانزعاج عن الشيء وإلى الشيء، كالنزوع عن الشيء وإلى الشيء.

ثُباتٍ: متفرقين واحدها ثبة: وهي الجماعة، أي اخرجوا جماعة تلو جماعة.