الآية رقم (59) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ﴾: نحن الآن أمام حكمٍ وأمام فرضٍ من الله سبحانه وتعالى، الـمُخاطب في هذا الأمر المؤمن، وأيُّ حكمٍ يصدر في الدّنيا يكون له حيثيّات، والحيثيّات تأتي تبعاً أو بعد الحكم، أمّا بالنّسبة للحكم الشّرعيّ والحكم الإلهيّ فإنّ الحيثيّات هي الإيمان بالله سبحانه وتعالى، طالما أنّك آمنت بالله سبحانه وتعالى فأنت مطالبٌ بأنّ تطيع، لم يقل: يا أيّها النّاس، هنا المأمور بالطّاعة لله وللرّسول ولأولي الأمر هم الّذين آمنوا، والّذين ربط بينهم وبين ربّهم ميثاقٌ وعهدٌ هو عهد الإيمان بالله سبحانه وتعالى، علمنا العلّة أم لم نعلم، فهذا بالنّسبة لنا إيمانُ الطّاعة، قد يقول قائلٌ: ما هي العلّة أو ما هي الحكمة بأنّ تكون صلاة الظّهر أربع ركعاتٍ، بينما صلاة المغرب ثلاث ركعاتٍ فقط؟ عندما تسأل عن العلّة أو هذه الحكمة في الأمور التّعبديّة، أو في الأمور الشّرعيّة فهناك الكثير من الأمور بيّن الله سبحانه وتعالى فيها الحكمة والعلّة بالنّسبة للإنسان، وأغمض أموراً أخرى حتّى تكون الطّاعة إيماناً، وحتّى يكون التّنفيذ تعبّداً لله سبحانه وتعالى، فأنا أنفّذ أمر الآمر طاعةً للآمر، علمت الحكمة أم لم أعلم، ومن المفيد أن أعلم الحكمة، لكن إن لم أعلم الحكمة فيكفي بأنّني أطيع لأنّني آمنت، وعلّة الإيمان تتعلّق بالعقل وليست بالطّاعة، الأمر دقيقٌ، طالما أنّك آمنت فهذا الحكم من الله سبحانه وتعالى، أمّا عندما تريد أن تؤمن بالله سبحانه وتعالى فأنت حرٌّ كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: من الآية 29]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: تقدم إعرابها

أَطِيعُوا اللَّهَ: فعل أمر مبني على حذف النون وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله

وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ: معطوفة

وَأُولِي: عطف أيضا على الله منصوب بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة

الْأَمْرِ: مضاف إليه

مِنْكُمْ: متعلقان بمحذوف حال لأولي.

فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ: إن شرطية وفعل ماض مبني على السكون وهو في محل جزم فعل الشرط وقد تعلق به الجار والمجرور بعده والجملة استئنافية

فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ: فعل أمر تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله والهاء مفعوله

وَالرَّسُولِ: عطف على الله والجملة في محل جزم جواب الشرط

إِنْ: شرطية

كُنْتُمْ: كان واسمها

جملة «تُؤْمِنُونَ»: خبر كنتم

بِاللَّهِ: متعلقان بتؤمنون

وَالْيَوْمِ: عطف

الْآخِرِ: صفة

ذلِكَ خَيْرٌ: اسم إشارة مبتدأ خير خبره

وَأَحْسَنُ: عطف على خير

تَأْوِيلًا: تمييز والجملة مستأنفة، وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله أي: إن كنتم تؤمنون فردوه.

تَأْوِيلًا: مآلا وعاقبة.