الآية رقم (19) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا

﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾: ما أعظم وأروع هذه العبارات النّديّة المتعلّقة بالزّوجة، فالعلاقة والعشرة بين الرّجل والمرأة لا تبنى فقط على الودّ ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ وليس بالمودّة؛ لأنّ المودّة هي الحبّ، فقد لا يبقى الحبّ بين الرّجل والمرأة بعد الزّواج بأعوام، عندما تتعب هذه المرأة وتكبر وتحمل وتلد وتُرضع، هناك شريكان فلا بدّ في خضم الحياة الزّوجيّة أن تحدث خلافات، فالعشرة بين الرّجل والمرأة يجب أن تكون بالمعروف وليس بالمودّة فقط، المودّة ترضي نفسك، أمّا المعروف فترضي غيرك، فعندما تكون العشرة بالمعروف إن كرهت منها خُلقاً رضيت منها خُلُقاً كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلُقاً رضي منها آخر»([1])، ما أعظم هذا التّعبير

يا أَيُّهَا الَّذِينَ: يا أداة نداء وأي منادى نكرة مقصودة في محل نصب على النداء واسم الموصول بدل وجملة «آمَنُوا» صلة

لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّساءَ: المصدر المؤول من أن والفعل المضارع في محل رفع فاعل يحل ولكم متعلقان به

النساء: مفعول به

كَرْهاً: حال

وَلا تَعْضُلُوهُنَّ: الواو عاطفة ولا نافية تعضلوهن مضارع منصوب بحذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به. ويجوز أن تكون الواو استئنافية ولا ناهية جازمة والمضارع مجزوم

لِتَذْهَبُوا: اللام لام التعليل تذهبوا منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول للذهاب متعلقان بتعضلوهن والواو فاعل.

بِبَعْضِ: متعلقان بتذهبوا

ما آتَيْتُمُوهُنَّ: ما اسم موصول في محل جر بالإضافة آتيتموهن فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة صلة الموصول

إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفاحِشَةٍ: إلا أداة استثناء والمصدر المؤول في محل نصب على الاستثناء يأتين فعل مضارع مبني على السكون في محل نصب ونون النسوة فاعله

مُبَيِّنَةٍ: صفة فاحشة

وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ: فعل أمر وفاعل ومفعول به وفعل الأمر مبني على حذف النون تعلق به الجار والمجرور بعده والجملة معطوفة

فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ: فعل ماض والتاء فاعله والهاء مفعول به والواو للإشباع وهو في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف تقديره: فاحتملوهن

فَعَسى: الفاء للتعليل وفعل ماض جامد

أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والمصدر المؤول في محل رفع فاعل عسى

وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً: فعل مضارع ولفظ الجلالة فاعل وخيرا مفعول به والجار والمجرور متعلقان بالفعل وهما بمنزلة المفعول الثاني ليجعل

كَثِيراً: صفة وجملة «وَيَجْعَلَ … » معطوفة وجملة «عسى» تعليلية لا محل لها.

النِّساءَ: أي ذاتهن.

كَرْهاً: أي مكرهين على ذلك، وهو فعل أهل الجاهلية، كانوا يرثون نساء أقربائهم، فإن شاؤوا تزوجوهن بلا صداق

وإن شاؤوا زوجوهن وأخذوا صداقهن أو عضلوهن حتى يفتدين بما ورثنه، أو يمتن، فيرثوهن، فنهوا عن ذلك.

وَلا تَعْضُلُوهُنَّ: أي تمنعوا أزواجكم عن نكاح غيركم، بإمساكهن ولا رغبة لكم فيهن ضررا.

مأخوذ من العضل: وهو التضييق والمنع والحبس

ومنه الداء العضال: الشديد الذي لا نجاة منه.

بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ الفاحشة: الفعلة الشنيعة القبيحة أي الزنى أو النشوز، والمبينة: بكسر الياء: أي هي بينة ظاهرة واضحة، أو بفتح

الياء أي بينت، فحينئذ لكم أن تضاروهن حتى يفتدين منكم ويختلعن

وَعاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ: أي بالإجمال في القول والنفقة والمبيت.

والمعروف: ما تألفه الطباع السليمة ولا يستنكره الشرع ولا العرف ولا المروءة.

فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ: فاصبروا.

خَيْراً كَثِيراً: لعله أن يجعل فيهن ذلك بأن يرزقكم منهن ولداً صالحًا.