الآية رقم (102) - يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ: قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: “اتّقوا الله حقّ تقاته، وحقّ تقاته أن يُطَاع فلا يُعصَى، وأن يُذكَر فلا يُنسَى، وأن يُشكَر فلا يُكفَر”([1]).

فحقّ التّقوى أن يكون إيمان المؤمن راسخاً لا يتذبذب، وألّا تشغله النّعم عن ذكر الله عز وجل وطاعته.

﴿وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ: أي: حافظوا على الإسلام في حال صحّتكم وسلامتكم لتموتوا عليه، فإنّ الكريم قد أجرى عادته المنبثقة عن كرمه أنّه مَن عاش على شيء مات عليه، ومن مات على شيء بُعث عليه، فليكن همّنا المحافظة على نور الإيمان.

فالموت لا اختيار لأحد فيه، ولا يعلم أحد منّا متى يقع عليه، ولنحرص على أن نكون مسلمين متمسّكين بتعاليم الإسلام، فإذا صادفنا الموت في أيّ لحظة متنا على الإسلام.

 


([1]) مصنّف ابن أبي شيبة: كتاب الزّهد، باب كلام ابن مسعود رضي الله عنه الحديث رقم (34553).

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا: سبق إعرابها قريبا

اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل الله لفظ الجلالة مفعول به حق نائب مفعول مطلق

تُقاتِهِ: مضاف إليه

وَلا تَمُوتُنَّ: الواو عاطفة لا ناهية جازمة تموتن فعل مضارع مجزوم بحذف النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو المحذوفة فاعل، وقد حذفت لالتقاء الساكنين ونون التوكيد حرف لا محل له من الإعراب والجملة معطوفة

إِلَّا: أداة حصر

وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال.

حَقَّ تُقاتِهِ: الحق: الوجوب والثبوت

التقاة: التقوى، والأصل فيه: اتقاء حقًا، أي اتقوه التقوى الواجبة: بأن يطاع فلا يعصى، ويشكر فلا يكفر، ويذكر فلا ينسى

فقالوا: يا رسول الله، ومن يقوى على هذا، فنسخ بقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).