الآية رقم (174) - يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا

فالبرهان: هو الإعجاز الدّينيّ الدّالّ على صدق الرّسل في بلاغهم عن الله سبحانه وتعالى، فدائماً يأتي رسولٌ ومعه معجزةٌ مؤيّدةٌ لرسالته، المسيح عليه السَّلام كان يحيي الموتى بإذن الله سبحانه وتعالى ويبرئ الأكمه والأبرص ويشفي المرضى، سيّدنا داود عليه السَّلام: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا ۖ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ۖ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ﴾ [سبأ]، فكلّ نبيٍّ يأتي معه إعجازٌ وبرهانٌ بأنّه مبلّغٌ عن الله سبحانه وتعالى، ويأتي معه منهجٌ، الإنجيل مع عيسى عليه السَّلام والتّوراة مع موسى عليه السَّلام والصّحف مع إبراهيم عليه السَّلام، والزّبور مع داود عليه السَّلام ، هذه المعجزات كانت تنتهي عند موت النّبيّ الّذي كان موجوداً في ذلك الزّمن، أمّا الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم الخاتم القائل: «لا نبيّ بعدي»([1])، فالمعجزة يجب أن تبقى حتّى ولو مات، فجاء : بمعجزةٍ دائمةٍ وهي القرآن الكريم.

﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا﴾: النّور هو الّذي يُظهر الطّريق للسّالكين، فبالظّلمة لا نرى الطّريق، ونجد في القرآن الكريم الإعجاز والدّليل والبرهان، وهو خالدٌ بخلود الدّهر، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر].

 


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب الأنبياء، باب ما ذُكر عن بني إسرائيل، الحديث رقم (3268).

يا أَيُّهَا النَّاسُ: سبق إعرابها

قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ: فعل ماض ومفعول به مقدم وفاعل مؤخر

مِنْ رَبِّكُمْ: متعلقان بمحذوف صفة برهان

وَأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً: فعل ماض وفاعل ونورا مفعول به والجار والمجرور متعلقان بأنزلنا

مُبِيناً: صفة والجملة معطوفة.

بُرْهانٌ: حجة من ربكم عليكم، وهو النبي صلّى الله عليه وسلّم

نُوراً مُبِيناً: وهو القرآن