الآية رقم (67) - يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ

﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ﴾: والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمله أن يبلّغ عن الله سبحانه وتعالى، فعندما يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ

أي استمرّ في التّبليغ مهما عادوك ومهما آذوك ومهما ظلموك ومهما قاتلوك.

﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾: لا يمكن للرّسالة أن تتجزّأ، فنأخذ منها ما نريد ونترك ما لا نريد, وعلّة المسلمين في العالم أنّهم يتعاملون مع القرآن الكريم حسب مصالحهم، يأخذون الإباحة ويدعون الإلزام، فمن المباح أن يتزوّج الرّجل أكثر من امرأة، ولكنّ الإلزام أن يكون هناك عدلٌ وألّا يؤذي زوجته الأولى، فيجب أن يعمل بالإلزام ثمّ يأخذ بالإباحة، والقضيّة نفسها بكلّ الأوامر، فأوّل ما يصبح هناك ميراثٌ يسأل فوراً عن حصّته، وهو مكلّفٌ بالنّفقة على أولاد أخيه فيترك الإلزام ويأخذ الإباحة هذا هو معنى: ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ فيجب أن تكون الرّسالة كاملةً متكاملةً.

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ: تقدم إعرابه في أول السورة.

بَلِّغْ: فعل أمر وفاعله أنت والجملة مستأنفة.

ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ: ما اسم موصول مفعول به والجملة بعده صلته، وإليك متعلقان بأنزل

مِنْ رَبِّكَ: متعلقان بمحذوف حال.

وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ: إن شرطية وفعل مضارع مجزوم بلم وهو فعل الشرط وفاعله أنت والجملة مستأنفة.

فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ: بلغت فعل ماض والتاء فاعله ورسالته مفعوله والجملة في محل جزم جواب الشرط، بعد الفاء الرابطة.

وَاللَّهُ: لفظ الجلالة مبتدأ

يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ: يعصمك فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور فاعله مستتر والكاف مفعوله والجملة خبر المبتدأ.

إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ: إن ولفظ الجلالة اسمها

(لا يَهْدِي): خبرها

(إِنَّ اللَّهَ): مستأنفة لا محل لها.

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ: أي بلّغ جميع ما أنزل إليك، غير مراقب في تبليغه أحدًا، ولا خائف أن ينالك مكروه. والتبليغ: إعلان الدعوة الإسلامية، وإعلام جميع ما تضمنته من أحكام وأخبار للناس.

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ: أن يحفظك ويكلؤك ويضمن لك العصمة والصون من أعدائك أي من قتلك، فلا تأبه لهم ولا عذر لك في مراقبتهم. وهذا عدة من الله بالحفظ والكلاءة، ووعد الله منجز

إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ: أي لا يمكنهم مما يريدون إنزاله بك من الهلاك.