﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ﴾: والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عمله أن يبلّغ عن الله سبحانه وتعالى، فعندما يقول سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ﴾
أي استمرّ في التّبليغ مهما عادوك ومهما آذوك ومهما ظلموك ومهما قاتلوك.
﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾: لا يمكن للرّسالة أن تتجزّأ، فنأخذ منها ما نريد ونترك ما لا نريد, وعلّة المسلمين في العالم أنّهم يتعاملون مع القرآن الكريم حسب مصالحهم، يأخذون الإباحة ويدعون الإلزام، فمن المباح أن يتزوّج الرّجل أكثر من امرأة، ولكنّ الإلزام أن يكون هناك عدلٌ وألّا يؤذي زوجته الأولى، فيجب أن يعمل بالإلزام ثمّ يأخذ بالإباحة، والقضيّة نفسها بكلّ الأوامر، فأوّل ما يصبح هناك ميراثٌ يسأل فوراً عن حصّته، وهو مكلّفٌ بالنّفقة على أولاد أخيه فيترك الإلزام ويأخذ الإباحة هذا هو معنى: ﴿وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ فيجب أن تكون الرّسالة كاملةً متكاملةً.