الغلوّ: هو الخروج عن حدّ الاعتدال بالحكم، ودين الإسلام دين وسطيّةٍ يرفض الغلو والتّشدّد في الأحكام، والوسطيّة هي الاعتدال وليست الوقوف في الوسط بين الحقّ والباطل، الوسطيّة هي اليسر في الأحكام والاعتدال فيها وعدم الغلوّ، لذلك قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «هلك المتنطِّعون»، قالها ثلاثاً([1]).
هنا تكريمٌ للمسيح عليه السَّلام، ففي عقيدتنا نقول: إنّه رسولٌ من الله سبحانه وتعالى وكلمته الّتي ألقاها إلى مريم وروحٌ منه، وقد بيّن الله سبحانه وتعالى مكانة المسيح عليه السَّلام بمعجزةٍ، وهي ولادته من غير أبٍ فقال عزَّ وجلّ: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ﴾ [آل عمران]، خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السَّلام من عدم، قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾ [الكهف]، نحن لم نشهد الخلق الأوّل خلْق آدم عليه السَّلام الّذي خُلِق من دون أبٍ وأمٍّ، خلقه الله سبحانه وتعالى من ترابٍ كما جاء في آياتٍ متعدّدةٍ في القرآن الكريم، لذلك عندما تحدّث سبحانه وتعالى عن النّبيّ عيسى عليه السَّلام وضربَ المثل ضربه بآدم عليه السَّلام