الآية رقم (201) - وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً): ماهي الدّنيا، وكم تساوي؟ الدّنيا كشعرة بالنّسبة للآخرة، لكن لَـمّا كانت الدّنيا مزرعة للآخرة فالإسلام لا يريد منك أن تطلب للآخرة فقط، ولكن اطلب حسنتَي الدّنيا والآخرة، فقال: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ). سؤال يتبادر للأذهان، عندما فرّقت الآية بين القسمين فالقسم الأوّل يقول: (فَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ) أي من نصيب، من حصّة في الآخرة، والقسم الثّاني: (وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) فعندما تحدّث عن القسم الأوّل لم يقل: حسنة، لماذا؟ ربنا آتنا في الدّنيا، لا همّ لهم إلّا الدّنيا، أمّا في الثّانية فهو يوجّه المؤمنين ليطلبوا من خَيري الدّنيا والآخرة، وكان كما ورد في صحيح البخاريّ عن أنس رضي الله عنه قال: كان أكثر دعاء النّبيّ صلَّى الله عليه وسَّلم: اللّهمّ ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار([1])، لا ننسَى نصيبنا من الدّنيا ولكن نطلب خيري الدّنيا والآخرة، نأخذ الحسن في الدّنيا، دين الإسلام هو دين الحُسن، لكن لماذا أغفل الله في الأولى كلمة حسنة؟ الجواب: أنّ القسم الأوّل همّه الدّنيا، وهو لا يعرف معايير الحُسن، ولا يعرف معايير ما هي الحسنة من السّيئة

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا: ينظر في إعرابها الآية السابقة.

حَسَنَةً: مفعول به.

(وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً): عطف على ما قبله.

وَقِنا: الواو عاطفة قِ فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت يعود على ربنا، ونا مفعول به أول.

عَذابَ: مفعول به ثان.

النَّارِ: مضاف إليه وجملة وقنا معطوفة على جملة آتنا فهي مثلها مقول القول.

حَسَنَةً: توفيقاً وصحة ونعمة (أو رزقاً) .

وَقِنا عَذابَ النَّارِ: بعدم دخولها، القصد منه: الحثّ على طلب خير الدارين.