الآية رقم (201) - وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ

إذاً يفرّق المولى سبحانه وتعالى بين الصّنفين، فالأمر الطّبيعيّ أنّك أنت عند الله تبارك وتعالى وأنت تؤدّي مناسك الله، وعندما تدخل لبيت من بيوت الله فأنت في ضيافته، وعندما تكون في منسك من المناسك فهي أماكن لعبادة الله سبحانه وتعالى فيجب أن ترقى بسؤالك وتصَّعَّد فيه، كلّما كبرت قيمة المسؤول يجب أن تصَّعّد الحاجة، فأنت أمام المولى سبحانه وتعالى وأنت أدّيت فريضة العمر وهي فريضة الحجّ، وأنت في عبادة وحتّى في أيّ مكان تذكر الله سبحانه وتعالى، إن أردت أن تطلب من الله فاطلب على مقياس قدرة الله، ولا تطلب على مقياس قدرتك، على حسب عطاء الله سبحانه وتعالى، والله يعطيك ويعطي غيرك، وقادر على أن يعطي النّاس جميعاً في نفس الوقت بأكثر ممّا يتوقّع الإنسان، فخزائنه ملأى، لذلك عندما سُئل الإمام عليّ كرّم الله وجهه كيف يُحاسب الله النّاس في وقت واحد؟ قال: “كما يرزقهم في وقت واحد”. هو يرزق النّاس جميعاً في وقت واحد ويحاسب النّاس جميعاً في وقت واحد، وقدرة الله لا حدود لها، فاطلب على مقدار قدرته، فإن كنت تطلب الخير، فاطلب الخير الدّائم، الخير الباقي، فاطلب النّعيم المستقرّ، لا تعجّل شهوة عاجلة على نعيم دائم، فعلى الإنسان أن تكون عنده المقاييس مستوية سليمة صحيحة، أن تطلب على قدر من تطلب منه.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا: ينظر في إعرابها الآية السابقة.

حَسَنَةً: مفعول به.

(وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً): عطف على ما قبله.

وَقِنا: الواو عاطفة قِ فعل دعاء مبني على حذف حرف العلة والفاعل أنت يعود على ربنا، ونا مفعول به أول.

عَذابَ: مفعول به ثان.

النَّارِ: مضاف إليه وجملة وقنا معطوفة على جملة آتنا فهي مثلها مقول القول.

حَسَنَةً: توفيقاً وصحة ونعمة (أو رزقاً) .

وَقِنا عَذابَ النَّارِ: بعدم دخولها، القصد منه: الحثّ على طلب خير الدارين.