هنا تأتي إجابة الإنس من الّذين تولّوا الشّياطين: ﴿رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ﴾، كانت هناك فترةٌ استمتع بعضنا ببعض من جرّاء الغرور الّذي غرّتنا به الحياة الدّنيا، ومن جرّاء ما وعدنا الشّيطان الرّجيم، وبيّن الله سبحانه وتعالى أنّ وعد الشّيطان هو وعد الغرور، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا﴾ [الإسراء]، وبيّن جلَّ جلاله أنّ الشّيطان هو عدوٌّ للإنسان، فقال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ﴾ [فاطر]، ومع ذلك فإنّهم تولّوه وتكاثروا حول حباله ونزغاته وحول الشّرّ في الدّنيا، فالحياة فيها الخير والشّرّ، الحقّ والباطل الّذي يمثّله الشّيطان، وهو العاصي من الجنّ، ومن تولّاه من الإنس.
﴿وَبَلَغْنَا﴾: وصلنا إلى الأجل الّذي قدّرت لنا يا ربّ.
﴿أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا ۚ﴾: الله سبحانه وتعالى جعل لكلّ كتابٍ أجلاً، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف].