هناك جملتان تردان في كتاب الله سبحانه وتعالى:
– الأولى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ﴾.
– والثّانية: ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾.
ما هو الفارق بينهما؟ يسألونك عن حكمٍ لم ينزل به شرعٌ من الله تبارك وتعالى، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ [البقرة: من الآية 222]، فيأتي الجواب: ﴿قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ﴾ [البقرة: من الآية 222]، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: من الآية 189]، ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ﴾ [البقرة].
أمّا ﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ﴾ فهو السّؤال عن حكمٍ قد نزل وهو موجودٌ، ولكنّهم يريدون أن يستوضحوا عن هذا الحكم، ويعلموا عنه بالتّفصيل، فالفارق بين يسأل ويستفتي أنّ السّؤال هو عن أمرٍ لم يرد، أمّا الاستفتاء أو الفُتية تكون في بيانٍ لحكمٍ نازلٍ، لذلك عندما يقال: إنَّ أحدهم أفتى بأمرٍ، يكون قد بيّن حكم الله سبحانه وتعالى في قضيّةٍ ما، والحكم موجودٌ مُسبقاً.
﴿وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء﴾: يسألون عن موضوع النّساء بشكلٍ عامٍّ.
﴿قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ﴾: يبيّن ويوضّح لكم ويرشدكم فيهنّ.