﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ﴾: أي المتحكّم بقدرةٍ فائقةٍ.
﴿فَوْقَ عِبَادِهِ﴾: الفوقيّة ليست الفوقيّة المكانيّة، وإنّما هي فوقيّة قدرة وفوقيّة علوّ، والحمد لله أنّه القاهر فوق عباده، فعندما يقهر إنسانٌ إنساناً فهناك إلهٌ قاهرٌ فوق عباده يُلجأ إليه، وما دام هو قاهر سبحانه وتعالى فكلّ ما سواه مقهورٌ له، كيف؟ الجواب: الله سبحانه وتعالى أوجد الوجود وقهره، فقهر الغنى فأفقر، وقهر الفقر فأغنى، وقهر الصّحّة فأمرض، وقهر المرض فشفى.. كلّ شيءٍ في الوجود مقهورٌ لله سبحانه وتعالى، حتّى الرّوح هي مقهورةٌ تُفارق الجسد فيموت الإنسان.
﴿حَتَّىَ إِذَا جَاء أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ﴾: وكأنّ الموت هو الّذي يجيء، لذلك يقول القرآن الكريم: ﴿قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ﴾ [الجمعة: من الآية 8]، أنتم تفرّون منه إلى الأمام، وهو ملاقيكم من الأمام، أبهم الله سبحانه وتعالى زمان ومكان الموت بالنّسبة للإنسان، وقد قيل:
هَبْ أنّك قد ملكت الأرض طُرّاً |
ودانَ لك البلاد فكان ماذا؟! |