هو القاهر القدير الحكيم الخبير، والخبير هو الّذي يضع الأمور في نصابها.
﴿وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾: غالبٌ على أمره، لا يترك الأمر للأسباب والمسبّبات، مع أنّه رتّب سبحانه وتعالى الكون والخلق بأسبابٍ ومسبّباتٍ، وجعل واسطةً بين الشّيء والشّيء، الأرض واسطةٌ لاستقبال النّبات، والإنسان واسطةٌ بين أبيه وابنه… إلخ، ربط هذه الأسباب، لكنّه القاهر فوق عباده، يخرق الأسباب متى شاء وأينما يشاء، ليُعلن طلاقة القدرة الإلهيّة في أمورٍ يراها الإنسان في مختلف مناحي الحياة فقد يقع الإنسان من مكانٍ مرتفعٍ ويقوم صحيحاً لم يمت، وتجد آخر يتعثّر بسجادةٍ فيقع ويموت، وتجد إنساناً يقول الأطبّاء: لا أمل من شفائه فيشفى.. إذاً هناك خرقٌ لنواميس الكون ولأسباب الكون في كلّ فترةٍ من الفترات حتّى يعلم الإنسان بأنّ الله سبحانه وتعالى هو القاهر فوق عباده.