الآية رقم (155) - وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ

﴿فَاتَّبِعُوهُ﴾: فعل أمرٍ، هو مباركٌ إذاً فاتّبعوه، فلا تقرؤوه فقط، بل لا بدّ أن تعملوا بما جاء فيه؛ لأنّ فيه أوامرَ، وفيه نواهٍ، وعبادة الله سبحانه وتعالى هي طاعةٌ له سبحانه وتعالى، فكيف تُعبّر عن حبّك لله عزَّ وجلّ؟

تعصي الإله وأنت تظهر حبّـــــه                  هذا لعمري في القياس بديعُ

لو كان حبّك صــــادقاً لأطعتـــــه       إنّ المحــــــبّ لمــــــن يحبّ مطيــــعُ

تقول: إنّك تحبّ الله سبحانه وتعالى وتحبّ القرآن الكريم، والقرآن أمرك بالصّدق فكيف تكذب وتقول: إنّك تحبّ الله جلَّ جلاله؟ كيف تغتاب وتقول: إنّك تحبّ الله سبحانه وتعالى؟ كيف ترتشي وتقول: إنّك تحبّ الله عزَّ وجلّ؟ كيف تقتل البشر وتقول: إنّك تحبّ الله جلَّ جلاله؟ كيف تخون وتقول: إنّك تحبّ الله سبحانه وتعالى؟ كيف تؤذي جيرانك وتقول: إنّك تحبّ الله سبحانه وتعالى؟

﴿وَاتَّقُواْ﴾: التّقوى: أي خافوا منه، اجعلوا بينكم وبين صفات الجلال حاجزاً؛ لأنّه شديد العقاب المنتقم الجبّار القهّار.

﴿لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾: لأنّكم إذا لم تتّقوا فكيف ستتنزّل عليكم الرّحمات والعطاءات الإلهيّة؟ كيف سيرحمكم المولى سبحانه وتعالى يوم القيامة إذا كنتم تخالفون أوامره؟


([1]) شعب الإيمان: التّاسع عشر من شعب الإيمان هو بابٌ في تعظيم القرآن، فصلٌ في تعاليم القرآن، الحديث رقم (1935).

وَهذا كِتابٌ: مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة لا محل لها.

أَنْزَلْناهُ: فعل ماض ونا فاعله والهاء مفعوله والجملة في محل رفع صفة أولى.

مُبارَكٌ: صفة ثانية.

فَاتَّبِعُوهُ: الفاء هي الفصيحة، اتبعوه: فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعله والهاء مفعوله والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها.

وَاتَّقُوا: مثل اتبعوا والجملة معطوفة.

لَعَلَّكُمْ: لعل والكاف اسمها.

تُرْحَمُونَ: مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعله والجملة في محل رفع خبر لعل

وجملة (لعلكم): تعليلية لا محل لها.

وَهذا: القرآن.

فَاتَّبِعُوهُ: يا أهل مكة بالعمل بما فيه.

وَاتَّقُوا: الكفر.