الآية رقم (43) - وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

﴿لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾: أي بطريق الهداية، فعليك أن تأخذ ما جاء به الرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم، فهم قالوا: اتّبعنا الرّسل وما جاؤوا به كان هو الحقّ، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه.

﴿وَنُودُوا﴾: من الملائكة.

﴿أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾: وكأنّها ميراث حقٍّ ينتظرهم، أورثتموها بماذا؟ الجواب: أورثتموها بما كنتم تعملون؛ لأنّ العمل هو الّذي يوصل إلى الجنّة، ولن ندخلها إلّا برحمة الله سبحانه وتعالى؛ لأنّه هو الّذي جعل هذا الثّواب، ولا يوجد تناقضٌ على الإطلاق، ففي يوم القيامة تحسب الأعمال وما فعلناه في الدّنيا، فإن كانت الحسنات أكثر من السيّئات فالمصير والمآل إلى الجنّة، فالّذي وضع هذا المعيار هو الله سبحانه وتعالى، وهو من تفضّل علينا بالهداية وإرسال الرّسل ونحن لولاه جلَّ جلاله ما كنّا لنهتدي ولا لندخل الجنّة.


([1]) المعجم الكبير للطّبرانيّ: باب الشّين، شريك بن طارق بن سفيان، الحديث رقم (7221).

وَنَزَعْنا: فعل ماض وفاعله.

ما: اسم موصول في محل نصب مفعول به

فِي صُدُورِهِمْ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول.

مِنْ غِلٍّ: متعلقان بمحذوف حال. والجملة معطوفة.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ: فعل مضارع تعلق به الجار والمجرور والأنهار فاعله والجملة في محل نصب حال.

وَقالُوا: الجملة معطوفة

الْحَمْدُ: مبتدأ.

لِلَّهِ: متعلقان بمحذوف خبره والجملة مقول القول.

الَّذِي: اسم موصول في محل جر صفة.

هَدانا: فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة على الألف للتعذر، وفاعله هو ونا مفعوله

لِهذا: متعلقان بهدانا.

وَما: ما نافية والواو استئنافية.

كُنَّا: كان ونا اسمها.

لِنَهْتَدِيَ: اللام: لام الجحود

نهتدي: منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود، والمصدر المؤول من أن والفعل بعدها في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر وما كنا ميسرين للاهتداء والجملة مستأنفة.

لَوْلا: حرف شرط غير جازم.

أَنْ: حرف مصدري ونصب.

هَدانَا اللَّهُ: فعل ماض ومفعوله ولفظ الجلالة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل رفع مبتدأ والخبر محذوف بعد لولا لولا هداية الله موجودة …

لَقَدْ: اللام واقعة في جواب القسم. قد حرف تحقيق

جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا: فعل ماض وفاعله ومضاف إليه

بِالْحَقِّ: متعلقان بمحذوف حال والجملة لا محل لها جواب القسم المقدر.

وَنُودُوا: فعل ماض مبني للمجهول مبني على الضم والواو نائب فاعل

أَنْ: مفسرة أو مخففة من أن.

تِلْكُمُ: اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ. واللام للبعد والكاف حرف خطاب والميم للجمع.

الْجَنَّةُ: بدل أو خبر

وجملة (أُورِثْتُمُوها): في محل نصب حال فإن أعربت الجنة بدلا فجملة (أورثتموها): خبر المبتدأ

أُورِثْتُمُوها: فعل ماض مبني للمجهول مبني على السكون لاتصاله بتاء الفاعل، والتاء نائب فاعل، والميم علامة جمع الذكور، والواو لإشباع الضمة، وها مفعول به.

بِما: ما موصولة ومتعلقان بالفعل

كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ: كان والتاء اسمها والجملة خبرها.

وَنَزَعْنا: قلعنا.

غِلٍّ: حقد أو حسد وعداوة كان بينهم في الدنيا.

تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهارُ: تحت قصورهم.

وَقالُوا: عند الاستقرار في منازلهم.

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا: لِهذا أي وفقنا لموجب هذا الفوز العظيم، وهو الإيمان والعمل الصالح.

وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ: اللام لتوكيد النفي، يعنون: وما كان يستقيم أن نكون مهتدين، لولا هداية الله وتوفيقه.

لَقَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ: فكان لنا لطفًا وتنبيهاً على الاهتداء، فاهتدينا، يقولون ذلك سروراً واغتباطًا بما نالوا وتلذذًا بالتكلم به، لا تقربًا وتعبدًا.

أُورِثْتُمُوها: صارت إليكم كما يصير الميراث إلى أهله.