الآية رقم (5) - وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ

﴿حَاسِدٍ﴾: الحسد هو تمنّي زوال النّعمة من المحسود.

والعين حقٌّ كما قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، أعطى الله سبحانه وتعالى بعض النّاس أسلحةً كالأسلحة المادّيّة، المسدس أو البندقيّة أو السّيف، يستطيعون استخدامها ضدّ من يريدون، لكن ما الّذي يحجب الإنسان عن الاعتداء على غيره واستخدام هذه الأسلحة؟ الجواب: يحجبه إيمانه بمنهج الله سبحانه وتعالى، كذلك الحاسد عنده سلاح الحسد، ومن الممكن أن يستخدمه، والسّؤال: هل الحسد مُتعلّقٌ بإرادة الحاسد، أو هو أمرٌ قاهرٌ فوق إرادة الحاسد؟ هنا تبرز لنا وظيفة التّكليف الإلهيّ، لذلك نقول للإنسان الّذي يحقد على النّعم، وعلى النّاس الّذين يمتلكونها: إنّ هذا الحقد هو اختياريٌّ وليس مفروضاً، لذلك الحاسد لا يكون مؤمناً؛ لأنّه لو فهم أنّ العطاء كلّه من الله سبحانه وتعالى ما حسد وما حقد.

كلّ العداوات قد تُرجى سلامتها   إلَّا عداوة من عاداكَ من حسد

وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ: معطوف على ما قبله

إِذا: ظرف زمان

حَسَدَ: ماض فاعله مستتر والجملة في محل جر بالإضافة.

﴿حَاسِدٍ﴾: الحسد هو تمنّي زوال النّعمة من المحسود.

وخصّ الحاسد بالذكر لأنه العمدة في الظاهر والسبب في إضرار الإنسان والحيوان وغيرهما.