الآية رقم (58) - وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ

ولاحظنا بأنّ فئةً من الأنصار في معركة حنين من أجل العطاء والغنائم تحدّثوا أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أعطى قومه أهل مكّة دونهم، عندها جمعهم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وخطب فيهم في ذلك الموقف المهيب الّذي تحدّثنا عنه سابقاً.


([1]) صحيح البخاريّ: كتاب المناقب، باب علامات النّبوّة في الإسلام، رقم الحديث (3414). «خبت وخسرت»: أي أنت الخائب والخاسر إذا ظننت أنّي لا أعدل؛ لأنّك تعتقد نفسك تابعاً لمن هذه صفته. «يحقر أحدكم صلاته»: يجدها قليلةً، ويظنّها أقلّ ثواباً وقبولاً. «مع صلاتهم»: إذا قارنها بصلاتهم. «لا يجاوز تراقيهم»: لا يتعدّاها، والتّراقي جمع ترقوة، وهي عظم يصل ما بين ثغرة النّحر والعاتق؛ والمراد لا يفقهون معناه ولا تخشع له قلوبهم ولا يؤثّر في نفوسهم فلا يعملون بمقتضاه. «يمرقون»: يخرجون منه سريعاً دون أن يستفيدوا منه. «الرّمية»: هو الصّيد المرمي، شبّه مروقهم من الدّين بمروق السّهم الّذي يصيب الصّيد فيدخل فيه ويخرج منه دون أن يعلق به شيءٌ منه لشدّة سرعة خروجه. «نصله»: حديدة السّهم. «رصافه»: هو العصب الّذي يلوى فوق مدخل النّصل. «قدحه»: هو عود السّهم قبل أن يوضع له الرّيش. «قذذه»: جمع قذّة وهي واحدة الرّيش الّذي يعلّق على السّهم. «قد سبق الفرث والدّم»: أي لم يتعلّق به شيءٌ منهما لشدّة سرعته، والفرث: ما يجتمع في الكرش ممّا تأكله ذوات الكروش. «البضعة»: قطعة اللّحم. «تدردر»: تضطرب وتذهب وتجيء. «حين فرقة»: أي زمن افتراق بينهم.

وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ: إعرابه كقوله تعالى ومنهم من يقول ائذن لي في الآية 50.

فَإِنْ: شرطية والفاء استئنافية.

أُعْطُوا: فعل ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، وهو في محل جزم فعل الشرط والجملة لا محل لها ابتدائية.

مِنْها: متعلقان بمحذوف هو مفعول به ثان أي أعطوا بعضا منها. ونائب الفاعل الواو هو المفعول الأول.

رَضُوا: فعل ماض وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط جازم لم يقترن بالفاء أو إذا.

وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا: منها مثل إن أعطوا..

إِذا: الفجائية.

هُمْ: مبتدأ

(يَسْخَطُونَ): خبر.

(إِذا هُمْ يَسْخَطُونَ): في محل جزم جواب الشرط.

(وإن لم يعطوا): معطوفة.

يَلْمِزُكَ: يعيبك، والهمز: العيب في الغيبة، واللمز: العيب في الوجه، وأصله: الإشارة بالعين ونحوها، وقال الزجاج والجوهري:الهمز كاللمز وزنا ومعنى، أي لا فرق بينهما