﴿وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ﴾: إذاً قسمٌ منهم قالوا بألسنتهم: إنّهم نصارى، ولم يكن وقوفهم إلى جانب السّيّد المسيح عليه السَّلام ونصرتهم له هو مصداق الكلام للفعل، ونسوا حظّاً ممّا ذكّروا به ممّا نزل عليهم.
﴿فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾: ما الفارق بين العداوة والبغضاء؟ العداوة تكون نتيجة عداءٍ بين فريقين أو شخصين، أمّا البغضاء فقد تبغض إنساناً وهو لا يدري، فليس بالضّرورة أن يكون لها مقابل. فعندما تركوا المواثيق الّتي أُخذت عليهم ونسوا حظّاً ممّا ذكّروا به، أي خالفوا ما نزل إليهم وما جاء به المسيح عليه السَّلام، أوقع الله سبحانه وتعالى بينهم العداوة والبغضاء فصاروا فرقاً مختلفة.
﴿وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾: وذلك يوم القيامة، يوم توضع الموازين وتنشر الصّحائف.