الآية رقم (50) - وَمُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ

(لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ): أي ما كان قبلي، يُصدّق ما جاء في التّوراة؛ لأنّ التّوراة والإنجيل والقرآن والكتب السّماويّة كلّها من عند الله سبحانه وتعالى.

(وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ): هل كلّ ما يُحرّم يكون ضارّاً؟ الجواب: لا، فقد يكون تأديباً، كما قال سبحانه وتعالى: (فَبِظُلْمٍ مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا) [النّساء]، فالتّحريم التّأديبيّ رفعه سيّدنا المسيح سبحانه وتعالى.

(وَجِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ)

جئتكم بآية من ربّكم، والمطلوب: (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ) وهذه دعوة كلّ الرّسل عليهم السَّلام.

إذاً ليس هناك تقوى لله سبحانه وتعالى من دون طاعة للرّسول صلَّى الله عليه وسلَّم.

وَمُصَدِّقاً: الواو عاطفة، مصدقا حال لفعل محذوف تقديره جئتكم

لِما: اللام حرف جر وما اسم موصول في محل جر باللام ومتعلقان بمصدقا

بَيْنَ: ظرف متعلق بمحذوف صلة الموصول

يَدَيَّ: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى وحذفت النون للإضافة والياء في محل جر بالإضافة.

مِنَ التَّوْراةِ: متعلقان بمحذوف حال

وَلِأُحِلَّ: الواو عاطفة اللام لام التعليل وأحل فعل مضارع منصوب بأن المضمرة، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره وجئتكم

لَكُمْ: متعلقان بأحل

بَعْضَ: مفعول به

الَّذِي: اسم موصول في محل جر بالإضافة

حُرِّمَ: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل هو

عَلَيْكُمْ: متعلقان بحرم والجملة صلة الموصول

وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ: ينظر في إعرابها الآية السابقة.

فَاتَّقُوا اللَّهَ: الفاء هي فاء الفصيحة أي إذا صدقتم بعد ما ذكرت لكم من الآيات فاتقوا الله أمر وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله والجملة جواب شرط غير جازم لا محل لها.

وَأَطِيعُونِ: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والنون للوقاية، والياء المحذوفة في محل نصب مفعول به، والجملة معطوفة على ما قبلها.

التَّوْراة: كتاب موسى

وَالْإِنْجِيل: كتاب عيسى الذي أوحي إليه به