الآية رقم (56) - وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ

من يتولّ الله ورسوله حتماً هو الغالب؛ لأنّ الّذي يتولّاه هو الغالب الّذي لا يُغلب، ولكن المهمّ أن تُبادر أنت، فالفعل الأوّل بيدك، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمّد].

﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ: أي الجماعة الّذين يمثّلون منهج الله سبحانه وتعالى، فالفئة المؤمنة ستنتصر، ولكن هذه ليست قاعدةً، ففي معركة أُحُد كان الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم معهم في المعركة، ولم يحقّق جيش المسلمين الانتصار؛ لأنّهم خالفوا أمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، فليس معنى قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمّد: من الآية 7ٍ، بأنّ المؤمن لن يتعرّض للابتلاءات والانكسارات، وإنّما يتبعها دائماً النّصر الّذي وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عندما قال عزَّ وجل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الرّوم: من الآية 47].

وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ: الواو استئنافية واسم الشرط الجازم

مَنْ: مبتدأ

(يَتَوَلَّ اللَّهَ): خبر

وَرَسُولَهُ: عطف

وَالَّذِينَ: اسم الموصول معطوف

(آمَنُوا): الجملة صلة

فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ: إن واسمها وخبرها وهم ضمير فصل لا محل له ويجوز أن تكون هم مبتدأ والغالبون خبره وجملة هم الغالبون خبر إنَّ

(فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ): في محل جزم جواب الشرط من

(ومن يتولَّ): استئنافية.

وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا: أي يعينهم وينصرهم.

فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ: الحزب: الجماعة المجتمعة على أمر واتجاه خاص، وحزب الله: أتباعه، والغالبون: المنتصرون لنصر الله إياهم