من يتولّ الله ورسوله حتماً هو الغالب؛ لأنّ الّذي يتولّاه هو الغالب الّذي لا يُغلب، ولكن المهمّ أن تُبادر أنت، فالفعل الأوّل بيدك، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [محمّد].
﴿فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾: أي الجماعة الّذين يمثّلون منهج الله سبحانه وتعالى، فالفئة المؤمنة ستنتصر، ولكن هذه ليست قاعدةً، ففي معركة أُحُد كان الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم معهم في المعركة، ولم يحقّق جيش المسلمين الانتصار؛ لأنّهم خالفوا أمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، فليس معنى قوله سبحانه وتعالى: ﴿إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ﴾ [محمّد: من الآية 7ٍ، بأنّ المؤمن لن يتعرّض للابتلاءات والانكسارات، وإنّما يتبعها دائماً النّصر الّذي وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين عندما قال عزَّ وجل: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الرّوم: من الآية 47].