الآية رقم (21) - وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ

﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا﴾: الظّلم ظلماتٌ، كما قال صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث القدسيّ فيما يرويه عن ربّه عزَّ وجلّ: «يا عبادي إنّي حرمت الظّلم على نفسي وجعلته بينكم محرّماً فلا تظالموا»([1])، وأشدّ أنواع الظّلم أن يظلم الإنسان نفسه، بأن يقدّم لها شهوةً زائلةً ويحرمها من نعيمٍ مقيمٍ، وذلك عندما يرتكب الفاحشة، صحيحٌ أنّه يعتقد أنّه قد حصل على ما يريد، لكنّه بحصوله على هذا الأمر الزّائل والّذي ستزول معه الدّنيا أيضاً، سيجد الخسران يوم القيامة، إذاً هو ظلم نفسه؛ لذلك يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ﴾، إنّه يفتري على الله سبحانه وتعالى الكذب، ويحرّم ما حلّل الله سبحانه وتعالى، ويحلّل ما حرّمه سبحانه وتعالى، ويكذّب بآيات الله عزَّ وجلّ وبصدق بلاغ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وبكلّ ما جاء في القرآن الكريم، وبكلّ الأوامر الّتي وردت ويشكّك بها.

﴿إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ﴾: هذا أمرٌ إلهيٌّ لا يمكن للظّالم أن يفلح، الظّالم الّذي ظلم نفسه، والّذي يظلم غيره، قال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم، الإمام العادل، والصّائم حين يفطر، ودعوة المظلوم يرفعها فوق الغمام وتفتح لها أبواب السّماء ويقول الرّبّ عزَّ وجلّ: وعزّتي لأنصرنّك ولو بعد حين»([2])، فاتّقوا دعوة المظلوم، فليس بينها وبين الله تبارك وتعالى حجابٌ.

 


([1]) صحيح مسلم: كتاب البرّ والصّلة والآدب، باب تحريم الظّلم، الحديث رقم (2577).
([2]) سنن التّرمذيّ: كتاب صفة الجنّة، باب صفة الجنّة ونعيمها، الحديث رقم (2526).

وَمَنْ: الواو استئنافية من اسم استفهام في محل رفع مبتدأ

أَظْلَمُ: خبره

مِمَّنِ: من اسم موصول في محل جر بحرف الجر والجار والمجرور متعلقان بأظلم

افْتَرى: ماض فاعله مستتر

عَلَى اللَّهِ: لفظ الجلالة مجرور بعلى متعلقان بالفعل افترى

كَذِباً: مفعول به.

وجملة (أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ): معطوفة على ما قبلها.

إِنَّهُ: إن واسمها

وجملة (لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ): في محل رفع خبر إن

وجملة (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ): تعليلية لا محل لها من الإعراب.

وَمَنْ أَظْلَمُ: أي لا أحد

مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً: بنسبة الشريك إليه

أَوْ كَذَّبَ بِآياتِهِ: القرآن.