الآية رقم (125) - وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً

الدّين الّذي يدين به الإنسان لله سبحانه وتعالى هو أن يستسلم له سبحانه وتعالى فيما أمر وفيما نهى، وأن يلتزم بأوامره سبحانه وتعالى، وإسلام الوجه لله سبحانه وتعالى هو أن يجعل الإنسان من نفسه سالمةً لله سبحانه وتعالى، لا تعرف لها ربّاً ولا معبوداً سواه.

﴿وَهُوَ مُحْسِنٌ﴾ فلا يكفي الصّلاة والصّيام والقيام وأداء العبادات من دون أن تؤشّر إلى ذلك بالإحسان، والإحسان هو أن تعبد الله سبحانه وتعالى كأنّك تراه فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، والإحسان يكون في كلّ شيءٍ، الإحسان في خلق الله سبحانه وتعالى وقبل كلّ شيء: ﴿وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا﴾ [النّساء: من الآية 36]، للوالدين والأقربين والأرحام والجيران والمجتمع والنّاس والإنس والطّير والحيوان والنّبات.. ولكلّ خلق الله سبحانه وتعالى، فذلك هو دين الإسلام، هو دين الإحسان، فهو يدعو إلى الإحسان في كلّ شيءٍ: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصِّلت].

﴿واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا﴾:: الحنيف: هو المائل عن الشّرك؛ فالأمور كلّها في زمن سيّدنا إبراهيم عليه السلام كانت إشراكاً بالله سبحانه وتعالى وعبادةً للأصنام والأوثان. ملّة إبراهيم: جاء الأنبياء من لدن إبراهيم عليه السلام، إسحق وإسماعيل، ومن إسحاق جاء يعقوب، ومن يعقوب جاء الأسباط ويوسف وبعدها الأنبياء موسى وعيسى وداود وسليمان وزكريّا ويحيى عليهم السلام، وإسماعيل أتى منه النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم، فجدّ الأنبياء إبراهيم عليه السلام.

وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً: مبتدأ وخبر ودينا تمييز

مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور بعده فاعله مستتر والجملة صلة الموصول من

وَهُوَ مُحْسِنٌ: مبتدأ وخبر والجملة في محل نصب حال

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ: فعل ماض ومفعوله والفاعل مستتر وإبراهيم مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة

حَنِيفاً: حال.

وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلًا: فعل ماض ولفظ الجلالة فاعله وإبراهيم خليلا مفعولاه والجملة مستأنفة

أَسْلَمَ وَجْهَهُ: أي انقاد وأخلص عمله

وَهُوَ مُحْسِنٌ: عامل للحسنات تارك للسيئات

وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْراهِيمَ: ديانته الموافقة لملة الإسلام.

حَنِيفاً: مائلاً عن الزيغ والضلال، أي مائلاً عن الأديان كلها إلى الدين الحق القيم.

خَلِيلًا: صفياً خالص المحبة له