الآية رقم (22) - وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا

﴿وَمَكَرُوا﴾: المكر مأخوذٌ من قولهم: شجرة ممكورة، وهذا في الشّجر رفيع السّاق المتسلّق حين تلتفّ سيقانه وأغصانه بعضها على بعض، فلا تستطيع أن تُميّزها من بعضها، فكلٌّ منها ممكور في الآخر، مُستَترٌ فيه، وكذلك المكر أن تصنع شيئاً تداريه عن الخصم، فالرّجل الّذي يلفّ ويدور هو الّذي يمكر، فإن كان المكر بغير قصد الضّرر نسمّيه حيلة، وإن كان بقصد الضّرر فهذا هو المكر السّيّء، ومن أسس المكر التّبييت.

﴿مَكْرًا كُبَّارًا﴾: وصف الحقّ تعالى هذا المكر بأنّه ﴿مَكْرًا كُبَّارًا﴾؛ أي: مكرٌ عظيمٌ عجيب، والعرب تقول: أمر عجيب وعجاب بالتّخفيف، وعُجَّاب بالتّشديد، فهو مكر مُتناهٍ في الكِبَر، مكروا لإبطال دعوة نوح عليه السلام، والمكر أنواع، وهو للصّدّ عن سبيل الله عز وجل

«وَمَكَرُوا» ماض وفاعله

«مَكْراً» مفعول مطلق

«كُبَّاراً» صفة والجملة معطوفة على ما قبلها.