الآية رقم (171) - وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ

ما معنى ينعق؟

هو صوت يصدره الإنسان، كالرّاعي مثلاً يصدر صوتاً لغنمه ليجمعها عليه، هذا اسمه النّعيق فتمشي الغنم وراء الرّاعي، وهذا هو الاتّباع الأعمى.

﴿كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءً وَنِدَاءً﴾: هو لا يسمع المضمون إنّما هو دعاء ونداء فقط صوت أجوف، لا فكر، لا عقل، لا إقناع، لا حُجّة، بل مجرّد صوت، هذا هو النّعيق.

﴿صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ﴾: دائماً الصّمم يُقدَّم على البكم، لماذا؟

إنسان لا يسمع لن يتكلّم بشيء، السّمع قبل اللّسان لماذا؟ لأنّك تتكلّم بما تسمع، فلو أنّك أتيت بطفل عربيّ وُلِد في بلاد الغرب في فرنسا مثلاً، هل يتكّلم العربيّة إن لم يخاطبه والداه بها؟ طبعاً لا؛ لأنّه يتكلّم بما يسمع، فإذا كان لا يسمع فلن يتكلّم.

﴿صُمٌّ﴾: الصّمم معناه سدّ في منفذ الأذن، الكافر يسمع لكن لا يعي معاني ما يُقال، وهذا هو المعنى المقصود.

﴿عُمْيٌ﴾: عن الحقيقة لا يرون الحقائق.

﴿فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ﴾: هؤلاء الّذين يتّبعون الاتّباع الأعمى، الّذين يقلّدون من سبقهم ويقولون: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ﴾ [الزّخرف: من الآية 23]، من دون عقل أو علم أو بحث أو أدلّة، وديننا هو دين أدلّة، دين بحث، دين علم، دين حضارة، دين فكر.

وَمَثَلُ: الواو استئنافية مثل مبتدأ.

الَّذِينَ: اسم موصول في محل جر بالإضافة.

كَفَرُوا: فعل ماض وفاعل والجملة صلة الموصول.

كَمَثَلِ: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مبتدأ تقديره هو.

الَّذِي: اسم موصول في محل جر بالإضافة.

يَنْعِقُ: فعل مضارع والفاعل هو والجملة صلة الموصول لا محل لها.

بِما: جار ومجرور متعلقان بينعق.

لا: نافية.

يَسْمَعُ: فعل مضارع والفاعل هو والجملة صلة الموصول.

إِلَّا: أداة حصر.

دُعاءً: مفعول به.

وَنِداءً: معطوف.

صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ: ثلاثة أخبار لمبتدأ محذوف تقديره هم والجملة الاسمية حالية أو استئنافية.

فَهُمْ: الفاء عاطفة هم مبتدأ.

(لا يَعْقِلُونَ): الجملة خبر المبتدأ.

وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا: فيه تشبيه مرسل لذكر الأداة، وتشبيه مجمل لحذف وجه الشبه.

يَنْعِقُ: يصيح أو يصوت

بِما لا يَسْمَعُ إِلَّا دُعاءً وَنِداءً: أي صوتاً ولا يفهم معناه، أي هم في سماع الموعظة وعدم تدبرها كالبهائم، تسمع صوت راعيها ولا تفهمه

فهم لا يعقلون1ك الموعظة.

والنداء للبعيد، والدعاء للقريب.

صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ: تشبيه بليغ حذف منه وجه الشبه وأداة الشبه، أي هم كالصم في عدم سماع الحق

وكالعمي والبكم في عدم الانتفاع بالقرآن.