الآية رقم (54) - وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ

ثلاثة أشياء منعت أن تُقبل نفقاتهم: أوّلاً- هم كفروا بالله جلّ جلاله ورسوله الكريم، ثانياً- لا يأتون الصّلاة إلّا وهم كُسالى، ثالثاً- لا ينفقون إلّا وهم كارهون. ستقول: كيف ينفقون ويأتون الصّلاة وهم كفروا بالله ورسوله؟ هذا هو النّفاق، أن تظهر الإيمان وتُبطِن حقيقة الكفر، المنافقون لديهم لسانٌ يصدّق ولكنّ القلب مُنكرٌ، فهم يقولون: آمنّا، لكن حقيقةً لا يوجد إيمانٌ في قلوبهم؛ لأنّ الإيمان هو ما وقر في القلب وصدّقه العمل، ومن ثمّ حتماً لن يأتوا إلى الصّلاة إلّا بتباطؤٍ وهم متثاقلون، ولا يمكن أن يخرجوا من أموالهم إلّا وهم كارهون غصباً من أجل أن يظهروا أمام المؤمنين بمظهر الإيمان، ينفقون غصباً وكُرهاً، لذلك لن تُقبل منهم هذه النّفقات.

وَما: الواو استئنافية. ما نافية.

مَنَعَهُمْ: فعل ماض ومفعوله.

أَنْ تُقْبَلَ: مضارع مبني للمجهول منصوب، والمصدر المؤول من أن والفعل في محل جر بحرف الجر المقدر أي وما منعهم من قبول.. أو في محل نصب مفعول به ثان للفعل منع.

نَفَقاتُهُمْ: نائب فاعل.

إِلَّا: أداة حصر.

أَنَّهُمْ: أن واسمها

(كَفَرُوا): خبرها. والمصدر المؤول من أن واسمها وخبرها في محل رفع فاعل للفعل منع أي وما منعهم من قبول نفقاتهم إلا كفرهم.

بِاللَّه: لفظ الجلالة جار ومجرور متعلقان بالفعل.

وَبِرَسُولِهِ: عطف

وَلا: الواو عاطفة. لا نافية لا عمل لها.

يَأْتُونَ الصَّلاةَ: فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة معطوفة.

إِلَّا: أداة حصر.

وَهُمْ كُسالى: مبتدأ وخبر والواو حالية، والجملة الاسمية في محل نصب حال. ومثلها «وَلا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كارِهُونَ» .

كُسالى: متثاقلون

وَهُمْ كارِهُونَ: النفقة لأنهم يعدونها مغرما