الآية رقم (22) - وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾: حوارٌ فكريّ، ثلاثة مرسلين، وهذا هو الرّابع الّذي جاء من أقصى المدينة، يقول لهم: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾، استخدم العقل والحكمة والحوار، ثمّ يلتفت هذا الرّجل إلى نفسه، فيقول للقوم: أنا لا آمركم أمراً أنا عنه بنَجْوَة، ولو كنتُ سأغشُّكُم فلن أغشَّ نفسي.

﴿ فَطَرَنِي ﴾: أي خلقني من العدم.

هو الّذي صنعني، أوجدني من عدم، وأمدَّني من عُدم، ولا زال يُوالي عليَّ نعمه، فما يمنعني أن أعبده وهو أَوْلَى بالعبادة.

﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: يذكّرهم بالرّجوع إلى الله سبحانه وتعالى، ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ [طه]، فالإنسان عندما يموت فإنّه قد عاد ورجع إلى ربّه جل جلاله.

«وَما» الواو عاطفة وما حرف استفهام مبتدأ

«لِيَ» متعلقان بالخبر المحذوف والجملة معطوفة

«لا» نافية

«أَعْبُدُ الَّذِي» مضارع واسم الموصول مفعوله والفاعل مستتر

«فَطَرَنِي» ماض والياء مفعوله والفاعل مستتر والجملة صلة

«وَإِلَيْهِ» متعلقان بترجعون

«تُرْجَعُونَ» مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعل