﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾: حوارٌ فكريّ، ثلاثة مرسلين، وهذا هو الرّابع الّذي جاء من أقصى المدينة، يقول لهم: ﴿وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾، استخدم العقل والحكمة والحوار، ثمّ يلتفت هذا الرّجل إلى نفسه، فيقول للقوم: أنا لا آمركم أمراً أنا عنه بنَجْوَة، ولو كنتُ سأغشُّكُم فلن أغشَّ نفسي.
﴿ فَطَرَنِي ﴾: أي خلقني من العدم.
هو الّذي صنعني، أوجدني من عدم، وأمدَّني من عُدم، ولا زال يُوالي عليَّ نعمه، فما يمنعني أن أعبده وهو أَوْلَى بالعبادة.
﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾: يذكّرهم بالرّجوع إلى الله سبحانه وتعالى، ﴿مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى﴾ [طه]، فالإنسان عندما يموت فإنّه قد عاد ورجع إلى ربّه جل جلاله.