الآية رقم (12) - وَمَا لَنَا أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى اللّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ

﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾: صفة الإيمان تدخل في صفة التّوكّل ضمناً، ونحن نعلم أنّ هناك فارقاً بين التّوكّل والتّواكل، التّوكّل يعني أن تستنفد كلّ الأسباب الممدودة إليك، وهو عمل القلوب وليس عمل الجوارح، بعد أن تؤدّي الجوارح ما عليها من عملٍ، وتأخذ بالأسباب كلّها، تعمل القلوب فتتوكّل على الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾؛ لأنّ الله جل جلاله بيّن لنا السّبُل المنجية، ودلّنا على أنّ الفرج مع الصّبر.

﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾: هنا توكّلٌ مع صبرٌ، والصّبر عنوان الإيمان، لذلك قال لهم الرّسل عليهم السلام: سنصبر على ما آذيتمونا.

«وَما لَنا» الواو استئنافية وما اسم استفهام مبتدأ ولنا متعلقان بالخبر المحذوف والجملة مستأنفة

«أَلَّا» أن ناصبة ولا نافية

«نَتَوَكَّلَ» مضارع فاعله مستتر

«عَلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بعلى متعلقان بمحذوف حال

«وَقَدْ» الواو حالية وقد حرف تحقيق

«هَدانا» ماض ومفعوله الأول وفاعله مستتر

«سُبُلَنا» مفعوله به ثان ونا مضاف إليه والجملة حالية

«وَلَنَصْبِرَنَّ» حرف عطف ومضارع بني على الفتح واللام واقعة في جواب القسم المحذوف

«عَلى ما» متعلقان بالفعل

«آذَيْتُمُونا» ماض وفاعله ومفعوله والواو لإشباع الضمة والجملة صلة

«وَعَلَى اللَّهِ» لفظ الجلالة مجرور بعلى متعلقان بيتوكل والواو عاطفة

«فَلْيَتَوَكَّلِ» الفاء استئنافية ومضارع مجزوم بلام الأمر

«الْمُتَوَكِّلُونَ» فاعل مرفوع بالواو والجملة مستأنفة.