﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾: صفة الإيمان تدخل في صفة التّوكّل ضمناً، ونحن نعلم أنّ هناك فارقاً بين التّوكّل والتّواكل، التّوكّل يعني أن تستنفد كلّ الأسباب الممدودة إليك، وهو عمل القلوب وليس عمل الجوارح، بعد أن تؤدّي الجوارح ما عليها من عملٍ، وتأخذ بالأسباب كلّها، تعمل القلوب فتتوكّل على الله سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا﴾؛ لأنّ الله جل جلاله بيّن لنا السّبُل المنجية، ودلّنا على أنّ الفرج مع الصّبر.
﴿ وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ﴾: هنا توكّلٌ مع صبرٌ، والصّبر عنوان الإيمان، لذلك قال لهم الرّسل عليهم السلام: سنصبر على ما آذيتمونا.