الآية رقم (161) - وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ

الغلول: هو سرقة الغنيمة.

هذا درس لأولئك الّذين تركوا أماكنهم الّتي وطّدهم بها النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم عندما شاهدوا أصحابهم يأخذون الغنائم، والنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان هناك على رأس المؤمنين، فلا يمكن أن يوجد غلول، وهو إخفاء الغنائم، فلماذا تركتم أيّها الرّماة أماكنكم، ونصيبُكم من الغنائم محفوظ؟ فقد تسبّبتم بالهزيمة في تلك الغزوة، واستشهد أكثر من سبعين من أصحاب النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم. وبعد أن تحدّث عن يوم القيامة وهو منتهى كلّ غلول أتبعها بقوله: ﴿ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ: فكلّ إنسان سيُحَاسب على ما قدّم: ﴿وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (38) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى[النّجم]، إذاً توفّى كلّ نفس ما كسبت ولا يُظلم الإنسان شيئاً، ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ[الأنبياء].

وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ: الواو استئنافية كان فعل ماض ناقص لنبي متعلقان بمحذوف خبر كان أن يغل المصدر المؤول في محل رفع اسم كان

وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ: من اسم شرط جازم مبتدأ يغلل فعل مضارع فعل الشرط يأت مضارع مجزوم بحذف حرف العلة جواب الشرط وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من

جملة «وَمَنْ» استئنافية

بِما غَلَّ: المصدر المؤول من الجار والمجرور متعلق بيأت والجملة صلة الموصول ما

يَوْمَ: ظرف متعلق بيأت

الْقِيامَةِ: مضاف إليه.

ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ: توفى مضارع مبني للمجهول كل نائب فاعله وهو المفعول الأول واسم الموصول ما المفعول الثاني نفس مضاف إليه وجملة كسبت صلة الموصول وجملة توفى معطوفة «وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ» الواو حالية هم مبتدأ وجملة «يُظْلَمُونَ» خبره والجملة الاسمية في محل نصب حال.

أَنْ يَغُلَّ: يخون في الغنيمة، فلا تظنوا به ذلك.

أي ما كان من شأن أي نبي أن يغل:يأخذ شيئاً من الغنيمة خفية لأنَّ الله عصم أنبياءه من سفساف الأمو

فلا يقع منهم ما لا يليق

يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ: حاملًا له على عنقه