كلّ الّذين كانوا مع الأنبياء والرّسل عليهم السلام كانوا يستعينون بهذا الدّعاء أثناء كلّ مواجهة بين الحقّ والباطل: ﴿ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.
الغفران من الذّنوب هو مطلب لكلّ إنسان، وقد روت السّيّدة عائشة أنّ نبيّ الله صلَّى الله عليه وسلَّم كان يقوم من اللّيل حتّى تتفطّر قدماه، فقالت عائشة رضي الله عنها: لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر؟ قال: «أفلا أحبّ أن أكون عبداً شكوراً»([1])، ومن ضمن الشّكر أن تستغفر، لماذا؟ لأنّك مهما فعلت لن تستطيع أن توفّي الله عز وجل حقّه من الشّكر على نعمة واحدة أنعمها عليك، فكيف بك إن كنت تعصيه؟! لذلك نحتاج دائماً إلى مغفرة.
﴿وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا﴾: الإسراف: هو التّجاوز في الحقّ.
﴿وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا﴾: أي لا تجعلنا نضعف ونتراجع ونفرّ من معركة الحقّ أمام الباطل، ﴿وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾.