الآية رقم (4) - وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ

﴿وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ﴾: ما اختلف الّذين أوتوا الكتاب، وهم اليهود الّذين كانوا يبشّرون بقدوم النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم في التّوراة، ﴿إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [آل عمران]، والتّفرّق هنا هو الاختلاف، وهم اختلفوا من بعد ما جاءهم العلم.

﴿إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ﴾: أي أنّهم كانوا مجتمعين على أمر تصديق الرّسول الكريم، وعندما جاء اختلفوا وتفرّقوا، بعضهم آمن كعبد الله ابن سلامٍ، الّذي كان حَبراً من أحبار اليهود، وكذلك آمن الرّاهب بحيرى، ولكنّ كثيراً غيرهم لم يؤمنوا واختلفوا من بعد ما جاءهم رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكفروا به حسداً من عند أنفسهم.

وَما: الواو حرف استئناف

ما: نافية

تَفَرَّقَ الَّذِينَ: ماض وفاعله والجملة مستأنفة لا محل لها.

أُوتُوا: ماض مبني للمجهول والواو نائب فاعل

الْكِتابَ: مفعول به والجملة صلة

إِلَّا: حرف حصر

مِنْ بَعْدِ: متعلقان بتفرق

ما جاءَتْهُمُ: ما مصدرية وماض ومفعوله

الْبَيِّنَةُ: فاعل والمصدر المؤول من ما والفعل في محل جر بالإضافة

وَما تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ: عما كانوا عليه، بأن آمن بعضهم بالقرآن، وكفر به بعضهم.

إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ: الدليل الواضح الدال على الحق، وهو الرسول صلّى اللَّه عليه وسلّم أو القرآن الجائي به معجزة له