الآية رقم (64) - وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا

﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا﴾ : ظلم النّفس أن تقدّم لها شهوةً عاجلةً وتحرمها من نعيمٍ دائمٍ، أي توقع النّفس في المعصية فتسرق أو تزني أو تشرب الخمر أو تكذب أو تقتل أو تسيء أو…، فتعتقد أنّك عندما تسرق تأخذ المال، ولكنّك ظلمت نفسك ولم تعطها المال، وإنّما أعطيتها ظلماً؛ لأنّك حرمتها من نعيمِ الله سبحانه وتعالى وأوصلتها إلى عذابه جلّ وعلا، وهذا المال المسروق سيكون وبالاً عليك وعلى أسرتك، وكلّ المعاصي على المقياس والمعيار ذاته، ورأس ظلم النّفس هو ظلمك لغيرك؛ لأنّه قال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: من الآية 13]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ [النّساء: من الآية 1]، فحتّى تجد الله سبحانه وتعالى توّاباً رحيماً وتخرج من الذّنب تحتاج لثلاثة أمورٍ:

وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ: فعل ماض وفاعل ومن زائدة ورسول اسم مجرور لفظا منصوب محلا على أنه مفعول به وما نافية والجملة استئنافية

إِلَّا: أداة حصر

لِيُطاعَ: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والمصدر المؤول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بأرسلنا

بِإِذْنِ: متعلقان بيطاع

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه

وَلَوْ أَنَّهُمْ: الواو استئنافية لو شرطية غير جازمة أنهم أن واسمها

إِذْ: ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب متعلق بالفعل جاؤوك

ظَلَمُوا: فعل ماض وفاعل والجملة في محل جر بالإضافة

أَنْفُسَهُمْ: مفعول به. وأن وما بعدها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره ولو صدق مجيئهم

جاؤُكَ: فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة خبر أن

لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً: فعل ماض وفاعله ومفعولاه والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم واللام رابطة لهذا الشرط

رَحِيماً: صفة.

بِإِذْنِ اللَّهِ: بأمره، لا ليعصى، وإذن الله: إعلامه بالوحي.

إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ: بتحاكمهم إلى الطاغوت وغير ذلك من ألوان الظلم

جاؤُكَ: تائبين

فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ: أي طلبوا مغفرته وندموا على ما فعلوا

وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ: أي دعا الله أن يغفر لهم، فيه التفات عن الخطاب تفخيماً لشأنه تَوَّاباً عليهم رَحِيماً بهم.