الآية رقم (132) - وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً

نلاحظ ملحظاً مهمّاً أنّه في هذه الآية والّتي سبقتها ذُكِرَ الأمر ثلاث مرّات، والقرآن الكريم لا يكرّر إلّا للتّرسيخ في الأذهان، لأسرارٍ متعدّدةٍ ومعانٍ متعدّدةٍ وتذييل الآيات يبيّن هذه المعاني، وللمرّة الثّالثة يطمئن الله تعالى الإنسان أنّه سبحانه وتعالى يضمن ويحفظ مقوّمات الحياة عندما يقول لك: ﴿وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ﴾ فلن تتمرّد الشّمس على أن تشرق، ولن يتمرّد الهواء على أن يهبّ، ولا الماء على أن ينزل، ولن تتمرّد الأرض على أن تنبت الزّرع، ولن تتمرّد كلّ مقوّمات حياة الإنسان عن أوامر الله سبحانه وتعالى، وله سبحانه وتعالى ما في السّماوات وما في الأرض.

﴿وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً﴾: إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وتوكّل بكلّ مقوّمات حياته -فاطمئن أيّها الإنسان- وهو سبحانه وتعالى قيّومٌ على خلقه، ووكيلٌ للإنسان الّذي يتوكّل عليه، فقد أمدّه وأعطاه من قبل أن يولد.

وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ: تقدم إعرابها في «131» .

وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا: فعل ماض بالله الباء حرف جر زائد الله لفظ الجلالة اسم مجرور لفظا مرفوع محلا على أنه فاعل كفى وكيلا تمييز والجملة مستأنفة.

وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ: كرر الجملة تأكيدا لتقرير موجب التقوى

وَكَفى بِاللَّهِ وَكِيلًا: قيّماً حافظاً شهيداً بأنَّ ما فيهما له.