الآية رقم (129) - وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

﴿وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ: إيّاكم أن تعتقدوا أنّ الملكيّة في هذه الدّنيا لكم، حتّى الإرادة الّتي جعلها الله للإنسان لولا أنّه أراد أن تكون له إرادة لما أراد الإنسان، وهنا أدخل بالعقيدة حيث يقول بعضهم: إذا كان الله أطلق مشيئته كيفما شاء فإذاً لماذا الإيمان؟ ولماذا الإشراك؟ ولماذا الكفر؟ ولماذا هذا العذاب ولماذا..؟ الجواب: أنّه إذا كان يعذّب من يشاء ويغفر لمن يشاء، فالله سبحانه وتعالى أطلق المشيئة له وجعل لك مشيئة في الاختيار، ولو أنّه أراد أن لا تختار شيئاً من شؤونك هل كنت تستطيع أن تختار؟ قال سبحانه وتعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ [فصِّلت]،  وقال جل جلاله: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا [الأحزاب]، هذه أمانة الاختيار فإنّ الله سبحانه وتعالى جعل لك مشيئة، فأنت تُحاسب على مشيئتك لا تُحاسب على مشيئته هو، فقد شاء أن تكون لك مشيئة، أمّا قضيّة أنّه علم في الأزل ماذا ستختار أنت وماذا ستشاء أنت، فهذه لا علاقة لها بحسابك، ولا علاقة لعلمه باختيارك، أنت تُحاسب على اختيارك، وقد بيّن الله لك الطّريق: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا[الإنسان]،  وأنت عندما تختار إذا كان الله عَلِمَ مسبقاً ماذا ستختار

وَلِلَّهِ: الواو استئنافية ولفظ الجلالة مجرور باللام والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر

ما: اسم موصول مبتدأ

فِي السَّماواتِ: متعلقان بمحذوف صلة الموصول

وَما فِي الْأَرْضِ: عطف

يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل المضارع يغفر والجملة في محل نصب حال وجملة يشاء صلة الموصول من

وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ: فعل مضارع فاعله مستتر والجملة معطوفة

مَنْ: اسم موصول مفعول به وجملة يشاء صلة

وَاللَّهُ «غَفُورٌ رَحِيمٌ»: لفظ الجلالة مبتدأ وغفور رحيم خبراه والجملة مستأنفة.

وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ: ملكاً وخلقاً وعبيدًا.