فإذاً هذه الأسماء توقيفيّة لله سبحانه وتعالى، وإذا رأيت فعلاً منسوباً لله سبحانه وتعالى فقف عند الفعل فقط، ولا تأخذ منه اسماً لله جلّ جلاله، كقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَكِيدُ كَيْدًا﴾ [الطّارق]، فلا تجعل لله اسماً مثلاً أنّه كائد، أستغفر الله، هذا فعل لله لا نأخذ منه اسماً، وهنا الكيد من باب المشاكلة اللّفظيّة، فإذاً الأسماء توقيفيّة أي أنّنا لا نستطيع أن نأخذ أيّ اسمٍ لله إلّا الأسماء الّتي وردت في القرآن الكريم أو عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. أمّا اسم الجلالة: الله فلا يوجد له مقابل، وهو اسم علمٍ على واجب الوجود، بينما باقي الأسماء هي صفات لله جلّ جلاله.
﴿وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ﴾: نوعٌ من الإلحاد والانحراف في هذه الأسماء كمسيلمة الكذّاب الّذي سمّى نفسه الرّحمن، واللّات الّتي اشتقّوا اسمها من الله جلّ جلاله، والعُزّى الّتي اشتقّوا اسمها من العزيز… أطلقوا هذه الأسماء فألحدوا في أسماء الله الحسنى.
﴿سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾: السّين للمستقبل؛ أي سيلاقون الجزاء على ما ألحدوا في هذه الأسماء، وعلى ما كفروا بالله سبحانه وتعالى، وعلى ما كانوا يعملون في هذه الحياة الدّنيا.