الآية رقم (180) - وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ

﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا﴾: الحسنى تأنيثٌ لكلمة الأحسن، اسم تفضيلٍ، فما هي أسماء الله الحسنى؟ هذا الموضوع كثيراً ما يتردّد في أذهان النّاس، وحتّى نبسّط الأمر نحن نعلم أنّ أسماء الله الحسنى توقيفيّة، وأسماء الله الحسنى هي صفاتٌ لله سبحانه وتعالى، ارتقت لأن تكون أسماء، أمّا بالنّسبة للإنسان فلا يوجد لأيّ إنسانٍ اسمٌ يوصف بـ(الحسنى) لماذا؟ لأنّه عرضٌ لحدث؛ أي أقول: فلانٌ كريمٌ، اليوم كريمٌ وقد يكون غداً ليس كريماً، فهو صفة وليس اسماً، لا يصبح (كريم) اسماً إلّا إن كان لله سبحانه وتعالى ؛ أي كريمٌ أزلاً أبداً، فهذا الفعل وهذه الصّفة ارتقت لأن تكون اسماً فتبقى ثابتةً غير متغيّرةٍ، أمّا بالنّسبة للإنسان فاليوم كريمٌ وغداً بخيلٌ، اليوم قويٌّ وغداً ضعيفٌ، اليوم رحيمٌ وغداً غضوبٌ، فالإنسان عالم أغيار، لذلك هذه الصّفات لا تصبح أسماءً إلّا في حالةٍ واحدةٍ إذا كانت دائمةً، فإذا وجدت هذه الأسماء في غير الله سبحانه وتعالى  فهي صفاتٌ محدودةٌ؛ لأنّ ما سوى الله سبحانه وتعالى  متغيّر، أمّا بالنّسبة لله سبحانه وتعالى  فهي دائمةٌ، وهي أسماءٌ هو سمّاها، لذلك نجد في دعاء النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قوله: «اللّهمّ إنّي عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك، سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور بصري وجلاء حزني وذهاب همّي»([1]).

وَلِلَّهِ: الواو استئنافية ولفظ الجلالة مجرور باللام ومتعلقان بمحذوف خبر المبتدأ

الْأَسْماءُ: مبتدأ.

الْحُسْنى: صفة مرفوعة بالضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر. والجملة الاسمية مستأنفة.

فَادْعُوهُ: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله والهاء مفعوله والفاء هي الفصيحة، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

بِها: متعلقان بالفعل.

وَذَرُوا: فعل أمر وفاعله.

الَّذِينَ: اسم موصول مفعوله والجملة معطوفة.

يُلْحِدُونَ: مضارع وفاعله.

فِي أَسْمائِهِ: متعلقان بالفعل والجملة صلة الموصول

سَيُجْزَوْنَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ: مضارع مرفوع مبني للمجهول والواو نائب فاعله واسم الموصول ما مفعوله والجملة مستأنفة، وجملة كانوا صلة الموصول لا محل لها وجملة يعملون في محل نصب خبر.

الْأَسْماءُ: جمع اسم: وهو ما يدل على الذات أو هو كل لفظ جعل للدلالة على المعنى إن لم يكن مشتقًا، فإن كان مشتقًا فهو صفة

الْحُسْنى: مؤنث الأحسن

فَادْعُوهُ بِها: سمّوه ونادوه بها للثناء عليه أو لطلب الحاجات منه

وَذَرُوا: اتركوا

يُلْحِدُونَ فِي أَسْمائِهِ: يميلون عن الحق، حيث اشتقوا منها أسماء لآلهتهم، كاللات من الله، والعزى من العزيز، ومناة: من المنان.