الآية رقم (65) - وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ

بشكلٍ عامٍّ الإيمان والتّقوى أمران متلازمان، فلا يكفي أن تقول: آمنت بالله وملائكته وكتبه ورسله، ولا تقوم بوظائف الإيمان، فتكون كما قال سبحانه وتعالى: ﴿قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۖ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [الحجرات]، والإيمان لم يرد في القرآن الكريم إلّا ومعه العمل الصّالح أو التّقوى، فإن لم يجتمع الإيمان مع التّقوى يعني هذا بأنّ الإيمان غير محقّقٍ، وأنّ الإيمان هو قولٌ باللّسان فقط.

﴿لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ﴾: تكفير السّيئات هو محوها، وكلمة (التّكفير) الّتي ترد في القرآن الكريم ترد بمعنى السّتر، والمعنى هنا: لسترنا عنهم سيّئاتهم.

﴿وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ﴾: فكانت نتيجة تكفير السّيئات أن يدخلوا جنّات النّعيم.

وَلَوْ: الواو استئنافية، ولو حرف شرط غير جازم.

أَنَّ أَهْلَ: أن واسمها وجملة آمنوا خبرها، وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره لو حصل إيمانهم وتقواهم لكفرنا عنهم سيئاتهم،

اتَّقَوْا: فعل ماض وفاعل والجملة معطوفة.

لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ: ماض تعلق به الجار والمجرور بعده ونا فاعله

سَيِّئاتِهِمْ: مفعوله، والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم.

وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ: فعل ماض وفاعله والهاء مفعوله الأول وجنات مفعوله الثاني

النَّعِيمِ: مضاف إليه والجملة معطوفة.

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ: آمَنُوا بمحمد صلّى الله عليه وسلّم

وَاتَّقَوْا: الكفر