الآية رقم (103) - وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ واتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ

إنّ تحصين الإيمان والحفاظ عليه يكون بالتّقوى، والتّقوى هي الزّيادة من كلّ خير، قال سيّدنا عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه “التّقوى هي: الخوف من الجليل، والعمل بالتّنزيل، والرّضا بالقليل، والاستعداد ليوم الرّحيل”، وقال تعالى: ﴿إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ]الذّاريات[، ويقول سبحانه وتعالى: ﴿لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ اللَّه خَيْرٌ، ولم يقل: ثواباً بل مثوبة، والمثوبة من التّثويب، وهو ترديد تكبيرات الإمام في الصّلاة بعده ليَسمع النّاس، ويسمّى من يرجّع قولَ الإمام (المثوّب). والمثوبة هي إعادة العمل أفضل ممّا كان، وهو مأخوذ من الثّوب يأخذه الخيّاط الماهر فيعيده أفضل ممّا كان.

وكلمة (خير) هي الوحيدة في اللّغة العربيّة الّتي يساوي الاسم فيها أفعل التّفضيل، فيقال: هذا خير من هذا ولا يُقال: أخيَر، كأن نقول: زيد أخير من عمرو بل نقول: زيد خير من عمرو.

والشرّ نقيض الخير، وقد يكون أحد الأمرين خيراً والثّاني أكثر خيراً ولكنّنا لا نقول أخيَر بل نقول هذا خير من هذا..

وَلَوْ: الواو استئنافية، لو شرطية غير جازمة.

أَنَّهُمْ: حرف مشبه بالفعل والهاء اسمها والميم علامة جمع الذكور.

آمَنُوا: فعل ماض والواو فاعل والجملة في محل رفع خبر أن والجملة الاسمية مستأنفة.

وَاتَّقَوْا: معطوفة على آمنوا وأن واسمها وخبرها في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ والخبر محذوف تقديره لو إيمانهم ثابت أو في

محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره لو صح إيمانهم.

لَمَثُوبَةٌ: اللام واقعة في جواب الشرط أو للابتداء، مثوبة مبتدأ مرفوع وجاز الابتداء بالنكرة لأنها وصفت.

مِنْ عِنْدِ: متعلقان بصفة لمثوبة.

اللَّهِ: لفظ الجلالة مضاف إليه.

خَيْرٌ: خبر لمثوبة. والجملة الاسمية جواب الشرط لا محل لها من الإعراب.

لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ: تقدم إعرابها في الآية السابقة.

المثوبة:  الثواب.

وكان أهل بابل قوما صابئين يعبدون الكواكب السبعة، ويسمونها آلهة، ويعتقدون أنَّ حوادث العالم كلها من أفعالها، وهم معطّلة لا

يعترفون بالصانع الواحد المبدع للكواكب وجميع أجرام العالم، وهم الذين بعث الله تعالى إليهم إبراهيم خليله صلوات الله عليه

فدعاهم إلى الله تعالى، وحاجهم بما بهرهم به وأقام عليهم به الحجة .