الآية رقم (111) - وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلآئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَّا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ إِلاَّ أَن يَشَاء اللّهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ

وقال جلّ وعلا: ﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب]، أمانة الاختيار، أمانة العقل، الخيارات البديلة أمامه تتعلّق هنا بالمشيئة الإلهيّة، فعندما تقول: الله سبحانه وتعالى لم يهدني ولو شاء لهداني، أنت لم تختر، بل مشيئته أن جعل لك اختياراً، فلو شاء لسلبك القدرة على الاختيار، لذلك قال سبحانه وتعالى: ﴿مَّا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ﴾.
﴿وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ﴾: نقف عند كلمة الجهل، هل الجهل هو الأمّيّة؟ الجواب: لا، فالأمّيّ شيءٌ والجاهل شيءٌ آخر، الأمّيّ شخصٌ لا يعلم، فإذا قمت بتعليمه تعلّم، أمّا الجاهل هو الّذي يعلم خطأً ويصرّ ويستكبر على الخطأ، لذلك سمّي عمرو بن هشامٍ بأبي جهل، فهو الجاهل الّذي يعرف ويحرِّف.

وَلَوْ: الواو استئنافية، لو شرطية غير جازمة.

أَنَّنا: أنّ واسمها.

نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ: فعل ماض تعلق به الجار والمجرور وفاعله والملائكة مفعوله، والجملة خبر أن، ونا اسمها. وأن واسمها وخبرها مؤولة بمصدر في محل رفع فاعل لفعل محذوف تقديره تبين إنزالنا.

وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى: فعل ماض ومفعوله والموتى فاعله والجملة معطوفة

وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ: فعل ماض وفاعله وكل مفعوله والجملة معطوفة

قُبُلًا: حال منصوبة.

ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا: يؤمنوا مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام الجحود وعلامة نصبه حذف النون، والواو فاعله، وأن المضمرة والفعل بعدها في تأويل مصدر في محل جر باللام والتقدير ما كانوا مستحقين للإيمان. والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر كانوا. «إِلَّا» حرف استثناء «أَنْ يَشاءَ اللَّهُ» مضارع منصوب ولفظ الجلالة فاعله والمصدر المؤول من أن والفعل في محل نصب حال.

وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ: لكن حرف مشبه بالفعل، أكثرهم اسمها وجملة يجهلون خبرها، والجملة الاسمية ولكن أكثرهم. استئنافية.

وَحَشَرْنا: جمعنا.

قُبُلًا: أي مواجهة ومقابلة ومعاينة.