الآية رقم (73) - وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ

﴿ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ ﴾: مشارب جمع مشرب، والمراد القِرْبة الّتي كانوا يشربون بها، وتُصنع من جلود هذه الحيوانات، أو يُراد بالمشارب ما يُشرَب من ألبانها، واللّبن وإنْ كان يُشرب من الأنثى إلّا أنّ الذّكر سببٌ فيه، فلولا أنّها حملتْ ما كان منها اللّبن، ثمّ تُختَم هذه النِّعَم بقوله سبحانه وتعالى:

﴿ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ﴾: هكذا بأسلوب الاستفهام ليجيبوا هم، فالله سبحانه وتعالى لا يقول لهم: اشكروني على هذه النِّعم، إنّما يقرّرهم: أهذه تستوجب الشّكر أم لا؟ ثمّ لو شكرتم فسوف تتعرّضون لعطاءٍ آخر وزيادة: ﴿لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾[إبراهيم: من الآية 7]، فكان يجب عليهم أن يشكروا الله سبحانه وتعالى على نِعَمه، وأن تدعوهم هذه النِّعَم إلى الإيمان بهذا الإله الـمُنعِم الّذي يُوالي عليهم نِعَمه ظاهرةً وباطنةً، ولِمَ لا؟! والإنسان عبدٌ لمن يُحسِن إليه، فالله سبحانه وتعالى أنعم علينا بهذه النّعم كلّها، أفلا يستحقّ أنْ يُعبد ويُشكر؟! وليت الأمر ينتهي بهم عند حَدِّ عدم الشّكر، إنّما يقول القرآن الكريم عنهم:

«وَلَهُمْ» الواو حرف عطف ولهم متعلقان بخبر مقدم محذوف

«فِيها» متعلقان بخبر محذوف أيضا

«مَنافِعُ» مبتدأ مؤخر

«وَمَشارِبُ» معطوفة على منافع

«أَفَلا» الهمزة للاستفهام الإنكاري والفاء للاستئناف ولا نافية

«يَشْكُرُونَ» مضارع مرفوع والواو فاعل والجملة استئنافية لا محل لها.