الآية رقم (6) - وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ

وقد أعطانا الله سبحانه وتعالى التّرف أيضاً بجانب الضّروريّات، فالدِّفْء والمنافع والأكل ضروريّات للحياة، أمّا الجَمال فهو من تَرَف الحياة، والجمال هو ما تراه العين، فيتحقّق السّرور في النّفس، والدِّفْء والمنافع والأكل هي أمورٌ خاصّة لِمَنْ يملك الأنعام، أمّا الجمال فمشاعٌ عَامٌّ للنّاس، فحين ترى حصاناً جميلاً، أو بقرةً مَزْهُوّةً بالصّحّة، فأنت ترى نعمة الله سبحانه وتعالى الّتي خلقها لِتسُرّ النّاظر إليها، والله سبحانه وتعالى قد قدَّم الرَّواح؛ أي: العودة إلى الحظائر عن السُّروح؛ لأنّ البهائم حين تعود إلى حظائرها بعد أنْ ترعى تكون بطونُها ممتلئةً وضُروعها رابِية حافلة باللّبن، فيسعد مَنْ يراها.

«وَلَكُمْ فِيها جَمالٌ» الواو عاطفة ولكم متعلقان بخبر مقدم فيها متعلقان بحال محذوفة وجمال مبتدأ مؤخر والجملة معطوفة

«حِينَ» ظرف زمان متعلق بصفة محذوفة لجمال

«تُرِيحُونَ» مضارع مرفوع بثبوت النون والواو فاعل والجملة مضاف إليه

«وَحِينَ تَسْرَحُونَ» الجملة معطوفة على سابقتها وإعرابها كإعرابها

{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ} إذا راحت عِظَامَ الضرُوع والأسْنِمة، فقيل: هذا مال فلان .

{وَحِينَ تَسْرَحُونَ} بالغداة. ويقال: سَرَحَت الإبل بالغداة وسَرَّحتها