﴿وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ﴾: الهمّ هو حديث النّفس بالشّيء، إمّا أن يأتيه الإنسان أو لا يأتيه، فامرأة العزيز همّت به، وقالت: هيت لك.
﴿وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾: لولا: باللّغة حرف امتناعٍ لوجود، كقولك: لولا زيدٌ عندك لأتيتك، والقرآن الكريم يتحدّث عن النّفس البشريّة، فمن طبيعة البشر بمثل هذه الظّروف أن يهمّ بها، لكنّ الله سبحانه وتعالى ينفي هنا الحدث، فبرهان ربّه عزَّ وجلّ سابقٌ على الهمّ، فلولا أن رأى برهان ربّه لكان قد همّ بها، فقوله سبحانه وتعالى: ﴿وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَن رَّأَىٰ بُرْهَانَ رَبِّهِ﴾ أبلغ وأعظم، لتبيّن بأنّه من الطّبيعيّ أن يهمّ بها لجمالها ومكانتها، لكنّ برهان الله جلَّ جلاله عند يوسف عليه السّلام كان سابقًا على الهمّ.
﴿كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ﴾: الفحشاء؛ أي الزّنى، والسّوء هو مجرّد فكرة الهمّ.
﴿إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ﴾: يقرّر القرآن الكريم أنّ يوسف عليه السّلام من عباد الله عزَّ وجلّ الـمُخلَصين، وفي هذا ردٌّ على الشّيطان -لعنه الله- الّذي قال عندما طُرد من رحمة الله عزَّ وجلّ بعصيانه واستكباره: ﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)﴾ {ص}.