بدأت المعجزات والابتلاءات الّتي يريد الله سبحانه وتعالى بها أن يهزّ هؤلاء القوم بمقدّمات الإهلاك متتالية.
﴿بِالسِّنِينَ﴾: يقصد بها القحط والجدب، كسنيّ يوسف، أطلق على الجدب والقحط كلمة السّنة؛ لأنّها زمنٌ، والإنسان يتعرّض لنِعمٍ تكون كثيرةً على امتداد الزّمن، ولكنّ الإنسان يقول: بهذه السّنة حدث زلزالٌ، وفي هذه السّنة حدث مرض كذا، وفي هذه السّنة حصل لي كذا، لكن في السّنة الّتي هي اثنا عشر شهراً يكون أحد عشر شهراً منها كلّها عطاءات ونِعم من الله سبحانه وتعالى، لكنّه لا يذكرها، لذلك سمّي القحط والجدب بالسّنة.
إذاً أخذ الله سبحانه وتعالى آل فرعون بالسّنين؛ أي بالقحط والجدب.
﴿وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾: نقص الثّمرات في الحضر، والقحط والجدب في البادية، فقالوا: بأنّ بلحةً واحدةً كانت تنبت على النّخلة -والله سبحانه وتعالى يريد من ذلك أن يستبقي النّوع- فأصبح هناك نقصٌ وجدبٌ شديدان.
﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾: لعلّهم يعودون إلى الله سبحانه وتعالى ويذكرونه ويذكرون أنّ ما جاء به موسى هو الحقّ. إذاً الإنسان يُبتلى حتّى يعود إلى الله عزّ وجلّ.