الآية رقم (130) - وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَونَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ

بدأت المعجزات والابتلاءات الّتي يريد الله سبحانه وتعالى بها أن يهزّ هؤلاء القوم بمقدّمات الإهلاك متتالية.

﴿بِالسِّنِينَ﴾: يقصد بها القحط والجدب، كسنيّ يوسف، أطلق على الجدب والقحط كلمة السّنة؛ لأنّها زمنٌ، والإنسان يتعرّض لنِعمٍ تكون كثيرةً على امتداد الزّمن، ولكنّ الإنسان يقول: بهذه السّنة حدث زلزالٌ، وفي هذه السّنة حدث مرض كذا، وفي هذه السّنة حصل لي كذا، لكن في السّنة الّتي هي اثنا عشر شهراً يكون أحد عشر شهراً منها كلّها عطاءات ونِعم من الله سبحانه وتعالى، لكنّه لا يذكرها، لذلك سمّي القحط والجدب بالسّنة.

إذاً أخذ الله سبحانه وتعالى آل فرعون بالسّنين؛ أي بالقحط والجدب.

﴿وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾: نقص الثّمرات في الحضر، والقحط والجدب في البادية، فقالوا: بأنّ بلحةً واحدةً كانت تنبت على النّخلة -والله سبحانه وتعالى يريد من ذلك أن يستبقي النّوع- فأصبح هناك نقصٌ وجدبٌ شديدان.

﴿لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ﴾: لعلّهم يعودون إلى الله سبحانه وتعالى ويذكرونه ويذكرون أنّ ما جاء به موسى هو الحقّ. إذاً الإنسان يُبتلى حتّى يعود إلى الله عزّ وجلّ.

وَلَقَدْ: اللام واقعة في جواب القسم المقدر، وقد حرف تحقيق، والواو استئنافية.

أَخَذْنا: فعل ماض وفاعله

آلَ: مفعوله،

فِرْعَوْنَ: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة ممنوع من الصرف اسم علم أعجمي.

بِالسِّنِينَ: اسم مجرور بالباء وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم والجار والمجرور متعلقان بأخذنا، والجملة لا محل لها من الإعراب واقعة في جواب القسم.

وَنَقْصٍ: عطف على بالسنين.

مِنَ الثَّمَراتِ: متعلقان بالمصدر نقص.

لَعَلَّهُمْ: لعل والهاء اسمها، والميم لجمع الذكور.

يَذَّكَّرُونَ: فعل مضارع وفاعل والجملة في محل رفع خبر لعل. والجملة الاسمية لعلهم يذكرون لا محل لها.

وَلَقَدْ أَخَذْنا: كثر استعمال الأخذ في العذاب، كقوله: (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى، وَهِيَ ظالِمَةٌ، إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود 11/ 102] .

آلَ فِرْعَوْنَ: قومه وخاصته، وهم الملأ من قومه

ولا يستعمل الآل إلا فيمن يختص بقرابة مثل:(وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ) [آل عمران 3/ 33] أو يختصّ بموالاة ومتابعة في الرّأي مثل: (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) [غافر 40/ 46] .

بِالسِّنِينَ: جمع سنة وهي الحول، لكن كثر استعمالها في حول الجدب والقحط، كما هنا، فيكون المراد منها القحط، بدليل نقص الثّمرات

يَذَّكَّرُونَ: يتّعظون فيؤمنوا.