الآية رقم (12) - وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَآئِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ

من هم بنو إسرائيل؟ هم بنو يعقوب عليه السَّلام، ويعقوب هو والد سيّدنا يوسف عليه السَّلام وقد آتاه الله سبحانه وتعالى اثني عشر سبطاً من الأسباط، والسّبط هو الحفيد. ويعقوب هو من نسل إسحاق عليه السَّلام وإسحاق أبوه إبراهيم عليه السَّلام.

الأسباط هم اثنا عشر سبطاً، وكلّ سبطٍ شكّل ذرّيّة كقبيلةٍ معيّنةٍ، لذلك عندما يقول المولى سبحانه وتعالى: ﴿وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا﴾ أي ولكلّ سبطٍ نقيب، والنّقيب هو الّذي ينقّب عن الخفايا، ويقود العمل الإيمانيّ والدّينيّ الّذي لا يكتفي بظواهر الأمور، فأرسل الله سبحانه وتعالى إليهم اثني عشر نقيباً.

﴿وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ﴾: هؤلاء النّقباء والأسباط قال لهم الله سبحانه وتعالى: إنّي معكم أنصركم وأرحمكم وأغفر لكم وأدخلكم الجنّة.

﴿لَئِنْ﴾ : اللّام للقسم، وإن: شرطيّة، أقسم الله سبحانه وتعالى واشترط أن يكون معهم في حال: ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا﴾.

وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثاقَ: أخذ فعل ماض ولفظ الجلالة فاعل وميثاق مفعول به واللام في ولقد واقعة في جواب قسم مقدر والواو استئنافية قد حرف تحقيق والجملة جواب القسم المحذوف

بَنِي: مضاف إليه مجرور بالياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وحذفت النون للإضافة

إِسْرائِيلَ: مضاف إليه مجرور بالفتحة للعلمية والعجمة

وَبَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً: اثني مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى وعشر جزء مبني على الفتح لا محل له من الإعراب

نَقِيباً: تمييز تعلق به الجار والمجرور منهم

وَقالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ: معكم ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر إن والجملة الاسمية مقول القول وجملة القول معطوفة.

لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاةَ: أقمتم فعل ماض في محل جزم فعل الشرط وفاعله ومفعوله واللام موطئة للقسم وإن شرطية جازمة

وَآتَيْتُمُ الزَّكاةَ: عطف

وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي: الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

وَعَزَّرْتُمُوهُمْ: فعل ماض والتاء فاعله والهاء مفعوله والواو لإشباع الضمة.

وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً: فعل ماض وفاعله ولفظ الجلالة مفعوله وقرضاً مفعول مطلق

حَسَناً: صفة والجملة كسابقاتها معطوفة

لَأُكَفِّرَنَّ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ: الجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما

سَيِّئاتِكُمْ: مفعول به منصوب بالكسرة لأنه جمع مؤنث سالم واللام واقعة في جواب القسم، والجملة جواب القسم لا محل لها، وجواب الشرط محذوف دل عليه جواب القسم السابق له.

وَلَأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ: جنات مفعول به ثان والجملة معطوفة

(تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ): صفة

فَمَنْ كَفَرَ: من اسم الشرط مبتدأ

كَفَرَ: فعل ماض في محل جزم فعل الشرط

(من كَفَرَ): مستأنفة

بَعْدَ ذلِكَ: ظرف الزمان بعد متعلق بكفر واسم الإشارة في محل جر بالإضافة

مِنْكُمْ: متعلقان بمحذوف حال

فَقَدْ ضَلَّ: الجملة في محل جزم جواب الشرط

سَواءَ السَّبِيلِ: مفعول به السبيل مضاف إليه وفعل الشرط وجوابه خبر المبتدأ من.

وَبَعَثْنا: أقمنا

مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً: من كل سبط نقيب يكون كفيلا على قومه بالوفاء بالعهد توثقة عليهم، والنقيب: كبير القوم الذي يعنى بشؤونهم وهو الضامن

إِنِّي مَعَكُمْ: بالعون والنصرة

وَعَزَّرْتُمُوهُمْ: نصرتموهم

وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً: بالإنفاق في سبيله ببذل المال فوق الواجب، والقرض الحسن: ما كان عن طيب نفس

بَعْدَ ذلِكَ: بعد الميثاق

فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ: أخطأ طريق الحق، والسواء في الأصل: الوسط، وسَواءَ السَّبِيلِ: وسطه.