لقد كان النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حريصاً على هداية النّاس أجمعين، انظر إلى رحمته صلَّى الله عليه وسلَّم بعد ما عذّبوه في الطّائف ورموه بالحجارة، عن عروة أنّ عائشة رضي الله عنها زوج النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم حدّثته أنّها قالت للنّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: هل أتى عليك يومٌ أشدّ من يوم أُحُد؟ قال: «لقد لقيتُ من قومِك ما لقيتُ، وكان أشدّ ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضتُ نفسي على ابن عبد ياليل بن عبد كلال فلم يُجبني إلى ما أردت، فانطلقتُ وأنا مهمومٌ على وجهي، فلم أسْتَفِقْ إلّا وأنا بقرن الثّعالب، فرفعتُ رأسي فإذا أنا بسحابةٍ قد أظلّتني، فنظرتُ فإذا فيها جبريل فناداني فقال: إنّ الله قد سمع قول قومك لك وما ردّوا عليك، وقد بعث الله إليك مَلَك الجبال لتأمره بما شئتَ فيهم، فناداني مَلَك الجبال فسلّم عليّ ثمّ قال: يا محمّد، فقال: ذلك فيما شئت إن شئت أن أُطبِقَ عليهم الأخشبين؟ فقال النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم: بل أرجو أن يُخرِجَ الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يُشرِك به شيئاً»([1])، فلا يرضى محمّدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم وواحدٌ من أمّته في النّار.