الآية رقم (73) - وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ الله لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا

المعوّقون هم المثبّطون، يقولون لمن يدافع عن بلده: انعزلوا وابتعدوا واتركوا الدّفاع عن بلدكم فنحن لا نعرف إلى ماذا سيؤدّي هذا الصّراع، أو تعالوا لنغادر خارج البلد لنحمي أنفسنا ولنرى لمن سترجح الكفّة وإلى أين تميل فنميل، ﴿أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ﴾ [الأحزاب: من الآية 19]، وعندما تحدث المصائب -مثل ما حدث في مجتمعنا أثناء الحرب- ما هو موقفهم؟ ﴿رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ﴾ [الأحزاب: من الآية 19]، من خوفهم وجبنهم وتركهم الدّفاع عن وطنهم -فانظر إلى الآيات كيف فضحتهم- وعندما يذهب الخوف، وتبدأ علامات الانتصار بالظّهور -كما حدث الآن- فإنّهم كما قال تبارك وتعالى: ﴿فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُم بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ﴾ [الأحزاب: من الآية 19]، تبدأ ألسنة المنافقين والمتسلّقين (الّذين يبحثون عن مكانةٍ بعد الانتصار) تطول، أين كانوا وكيف طالت ألسنتهم؟

وَلَئِنْ أَصابَكُمْ: الواو عاطفة واللام موطئة للقسم إن شرطية جازمة أصاب ماض في محل جزم فعل الشرط والكاف مفعوله

فَضْلٌ: فاعل تعلق به الجار والمجرور «مِنَ اللَّهِ»

لَيَقُولَنَّ: اللام واقعة في جواب القسم مثل ليبطئن والجملة جواب قسم لا محل لها وقد أغنت عن جواب الشرط

كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ: يكن فعل مضارع ناقص مجزوم بينكم ظرف متعلق بمحذوف خبرها وبينهم عطف مودة اسمها المؤخر والجملة في محل رفع خبر كأن المخففة من الثقيلة واسمها ضمير شأن محذوف والجملة اعتراضية.

يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ: يا أداة نداء والمنادى محذوف تقديره: يا قوم، وقيل هي للتنبيه ليتني ليت واسمها والنون للوقاية كنت معهم فعل ماض ناقص والتاء اسمه والظرف متعلق بمحذوف خبره والجملة في محل رفع خبر ليت

فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً: فعل مضارع منصوب بأن المضمرة بعد فاء السببية ومفعول مطلق وصفته والفاعل أنا.

الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ: كفتح وغنيمة.

مَوَدَّةٌ: معرفة وصداقة.

فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً: آخذ حظّاً وافرًا من الغنيمة.