﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ﴾: أولئك الّذين لم يُقتلوا، والذين يعتقدون أنّهم انتصروا في غزوة أُحُد هم مخطئون، وهذه طمأنة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وللمؤمنين، ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا﴾ هذه ليست لام التّعليل إنّما هي لام العاقبة أي لام الصّيرورة، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا﴾ [القصص: الآية 8]، هم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوّاً وحزناً، فهي ليست لام التّعليل، إنّما هم التقطوه ليكون لهم فرحاً، لكنّه صار لهم عدوّاً وحزناً، فهنا اللّام لام الصّيرورة
فالمعنى أنّ الله تعالى يُملي لهم أي إنّهم سيزدادون إثماً، والنّتيجة أنّ لهم عذاباً مهيناً، طبعاً عندما يسخدم المولى سبحانه وتعالى وصفاً مختلفاً للعذاب، فيقول مرّة: إنّه عذابٌ عظيمٌ، ومرّة: عذابٌ أليمٌ، ومرّة: عذابٌ مهينٌ، فهي ليست كلمات ترد هكذا، بل تختلف بمدلولاتها، والمراد هنا أنّ الإنسان يُعذَّب وهو في حالة إهانة أمام أتباعه، فكلّ كلمة لها معناها المقصود.