الآية رقم (178) - وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ

﴿وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ: أولئك الّذين لم يُقتلوا، والذين يعتقدون أنّهم انتصروا في غزوة أُحُد هم مخطئون، وهذه طمأنة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وللمؤمنين، ﴿إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا هذه ليست لام التّعليل إنّما هي لام العاقبة أي لام الصّيرورة، كما في قوله سبحانه وتعالى: ﴿فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا [القصص: الآية 8]، هم لم يلتقطوه ليكون لهم عدوّاً وحزناً، فهي ليست لام التّعليل، إنّما هم التقطوه ليكون لهم فرحاً، لكنّه صار لهم عدوّاً وحزناً، فهنا اللّام لام الصّيرورة

فالمعنى أنّ الله تعالى يُملي لهم أي إنّهم سيزدادون إثماً، والنّتيجة أنّ لهم عذاباً مهيناً، طبعاً عندما يسخدم المولى سبحانه وتعالى وصفاً مختلفاً للعذاب، فيقول مرّة: إنّه عذابٌ عظيمٌ، ومرّة: عذابٌ أليمٌ، ومرّة: عذابٌ مهينٌ، فهي ليست كلمات ترد هكذا، بل تختلف بمدلولاتها، والمراد هنا أنّ الإنسان يُعذَّب وهو في حالة إهانة أمام أتباعه، فكلّ كلمة لها معناها المقصود.

وَلا يَحْسَبَنَّ: الواو استئنافية لا ناهية جازمة يحسبن فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وهو في محل جزم

الَّذِينَ: اسم موصول فاعله

جملة «كَفَرُوا» صلة

أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ: أن حرف مشبه بالفعل ما مصدرية نملي فعل مضارع والفاعل نحن والمصدر المؤول في محل نصب اسم أن ويجوز إعراب ما موصولة، لهم متعلقان بالفعل قبلهما خير خبر أن

لِأَنْفُسِهِمْ: متعلقان بخير وأن واسمها وخبرها سدت مسد مفعولي يحسبن

أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ: الجملة مستأنفة

لِيَزْدادُوا إِثْماً: مضارع منصوب بأن المضمرة بعد لام التعليل والواو فاعله إثما تمييز والمصدر المؤول من الفعل يزدادوا وأن المضمرة في محل جر باللام والجار والمجرور متعلقان بنملي

وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ: مثل ولهم عذاب أليم قبله.

نُمْلِي: نمهل، والإملاء: الإمهال

لَهُمْ: بتطويل الأعمار وتأخيرهم.

لِيَزْدادُوا إِثْماً: بكثرة المعاصي أي لتكون عاقبتهم زيادة الإثم.

وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ: ذو إهانة في الآخرة.