الآية رقم (235) - وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ

ما معنى حليم؟ عندما تقول عن إنسان: حليم، ونحن لا نشبّه لكن دائماً نقول في كلّ شيء بالنّسبة لله سبحانه وتعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) [الشّورى: من الآية 11]، لكن نضرب الأمثال أحياناً للتّقريب وليس للتّشبيه، فعندما تقول: فلان حليم، فيعني هذا أنّ باله طويل، وصدره واسع على النّاس، فعندما تكون صفة تتعلّق بالله فالكمال لله فإذاً لا تحدّها الكلمات، فأين أجد معناها؟ (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [النّحل]، حليم؛ لأنّه لو يؤاخذ الله سبحانه وتعالى النّاسَ بظلمهم ما ترك على ظهر الأرض من دابّة.

وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما عَرَّضْتُمْ بِهِ: ينظر في إعرابها الآية 228

مِنْ خِطْبَةِ: متعلقان بمحذوف حال

النِّساءِ: مضاف إليه

أَوْ أَكْنَنْتُمْ: أو عاطفة أكننتم فعل ماض وفاعل

فِي أَنْفُسِكُمْ: متعلقان بأكننتم والجملة معطوفة

عَلِمَ اللَّهُ: فعل ماض وفاعل

أَنَّكُمْ: أن واسمها

سَتَذْكُرُونَهُنَّ: السين للاستقبال تذكروهن فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة في محل رفع خبر أن، وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي علم

جملة «عَلِمَ اللَّهُ … » تعليلية لا محل لها

وَلكِنْ: الواو عاطفة لكن حرف استدراك

لا: ناهية جازمة

تُواعِدُوهُنَّ: فعل مضارع مجزوم بحذف النون والواو فاعل والهاء مفعول به أول

سِرًّا: مفعول به ثان وقيل حال أو منصوب بنزع الخافض

إِلَّا: أداة استثناء

أَنْ تَقُولُوا: المصدر المؤول من أن المصدرية والفعل المضارع بعدها في محل نصب على الاستثناء

قَوْلًا: مفعول مطلق

مَعْرُوفاً: صفة

وَلا: الواو عاطفة لا ناهية جازمة

تَعْزِمُوا: مضارع مجزوم والواو فاعل

عُقْدَةَ: منصوب بنزع الخافض تقديره: على عقدة.

النِّكاحِ: مضاف إليه

حَتَّى يَبْلُغَ: المصدر المؤول من أن المضمرة بعد حتى والفعل يبلغ في محل جر بحرف الجر وهما متعلقان بتعزموا

الْكِتابُ: فاعل.

أَجَلَهُ: مفعول به.

وَاعْلَمُوا: الواو عاطفة اعلموا فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل والجملة معطوفة

أَنَّ اللَّهَ: أن ولفظ الجلالة اسمها

جملة «يَعْلَمُ» الجملة خبرها وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا

ما: اسم موصول مفعول به

فِي أَنْفُسِكُمْ: متعلقان بمحذوف صلة

فَاحْذَرُوهُ: الفاء فاء الفصيحة

احذروه: فعل أمر وفاعل ومفعول به والجملة جواب شرط مقدر لا محل لها

وَاعْلَمُوا: فعل أمر والواو فاعل

أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ: أن ولفظ الجلالة اسمها وغفور خبرها.

حَلِيمٌ: خبر ثان. وأن وما بعدها سدت مسد مفعولي اعلموا. وجملة اعلموا معطوفة.

عَرَّضْتُمْ: لوّحتم، والتعريض في الكلام: أن تفهم المخاطب المقصود الذي تريد بلفظ لم يوضع له صراحة، وإنما بالإشارة والتلويح، ويحتاج فهمه إلى قرينة، لبعده عن ذهن السامع، وبعبارة موجزة: هو القول المفهم للمقصود، وليس بنص فيه.

خِطْبَةِ النِّساءِ: المتوفى عنهن أزواجهن، والخطبة: طلب الرجل المرأة للزواج بالوسائل المعروفة بين الناس.

والتعريض بخطبة معتدة الوفاة في أثناء العدة: أن يقول الإنسان مثلا: إنك لجميلة، ومن يجد مثلك، ورب راغب فيك.

أَوْ أَكْنَنْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ: أضمرتم في النفس قصد النكاح أو العزم عليه بعد انقضاء العدة.

عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ: بالخطبة ولا تصبرون عنهن، فأباح لكم التعريض

وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا: أي زواجا قَوْلًا مَعْرُوفاً أي ما عرف شرعًا من التعريض، فالقول المعروف:ما لا يستحيا منه في المجاهرة كذكر حسن المعاشرة ورحابة الصدر للزوجات ونحو ذلك.

وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ: أي عقده، والعزم: التصميم على تنفيذه الْكِتابُ أي المكتوب المفروض من العدة أَجَلَهُ أي نهايته.

ما فِي أَنْفُسِكُمْ: من العزم وغيره

فَاحْذَرُوهُ: أن يعاقبكم إذا عزمتم

غَفُورٌ: لمن يحذره

حَلِيمٌ: بتأخير العقوبة عن مستحقها.